[193] أبو سليمان، يحيى بن يعمر العدواني
  وغيرهما.
  وروى عنه قتادة، وإسحاق بن سويد، وأخذ عنه القراءة: عبد اللّه بن إسحاق الحضرمي.
  وكان أحد قرّاء البصرة، وانتقل إلى خراسان وتولّى القضاء بمصر(١).
  وذكره الذهبي في النبلاء وقال ابن خلكان: كان يحيى بن يعمر من الشيعة الأول الذين لا ينتقصون فضل غير أهل البيت(٢)، ولم يذكر له من الشعر غير هذا البيت:
  أبى الأقوام إلّا بغض قومي ... قديما أبغض النّاس السمينا(٣)
  أقول: ولم يقل إلّا هذا البيت فيم استحق أن يذكر فيمن شعر.
  يعني بالسمين الملئ من المناقب، والعرب تستعير السمن لمن كان جامعا للمحامد، وفي المثل: استسمنت ذا ورم يعني ظننت الخير أو نحوه عند من ظاهره التزيّي به وليس عنده إذا اختبر.
  قال: ويقال انّ أبا الأسود الدؤلي لما وضع باب الفاعل والمفعول زاد فيه يحيى أبوابا ثم نظر فإذا في كلام العرب ما لا يدخل فيه فاقصر عنه(٤).
  وعن عاصم بن أبي النجود: ان الحجّاج بلغه أن ابن يعمر يقول: ان الحسن والحسين من ذريّة رسول اللّه ÷ فكتب إلى قتيبة بن مسلم أمير خراسان أن يبعث به إليه فبعث به فقال له: أنت الذي تزعم كذا وكذا، واللّه لألقين الأكثر منك شعرا أو لتخرجن من ذلك، قال: فهو أماني إن خرجت؟ قال: نعم، قال:
  فإنّ اللّه جلّ ثناؤه بقول: {وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٨٤ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ}(٥) وما بين عيسى وإبراهيم @ أكثر مما بين الحسنين ومحمد À أجمعين فقال الحجّاج: ما أراك إلا
(١) وفيات الأعيان ٦/ ١٧٣.
(٢) ن. م.
(٣) وفيات الأعيان ٦/ ١٧٥.
(٤) وفيات الأعيان ٦/ ١٧٣.
(٥) سورة الأنعام: الآيتان ٨٤ - ٨٥.