[193] أبو سليمان، يحيى بن يعمر العدواني
  قد خرجت واللّه لقد قرأتها وما علمت بها قط(١).
  قلت: وإنّما ترك يحيى الإحتجاج عليه بالحديث لأنه قد يتعلّل عليه بالوضع فجاءه بما لا يستطيع دعوى وضعه.
  ثم قال له: أين ولدت؟ قال بالبصرة: قال أين نشئت؟ قال: بخراسان، قال: فهذه الفصاحة أنّى هي لك؟ قال: رزق، قال: فأخبرني عنّي هل ألحن؟
  فسكت، فقال: أقسمت عليك، قال: فأمّا إذا سألتني فإنك ترفع ما يوضع وتضع ما يرفع، قال: ذلك واللّه اللّحن السئ(٢).
  وذكر غيره: أنّ يحيى قال له: إنك تقرأ: {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ}. إلى قوله تعالى. {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ}(٣). فترفع أحبّ وإنّما الوجه النصب ويريد يحيى بالوضع الخفض(٤).
  ثم إن الحجاج كتب إلى قتيبة بن مسلم: إذا جاء كتابي هذا فاجعل يحيى على قضائك والسلام.
  وذكر ابن الجوزي في شذور العقود: أنه قال للحجاج إنك تلحن لحنا خفيّا، وقال: أجلتك ثلاثا فإن وجدتك بأرض العراق قتلتك فخرج سنة أربع وثمانين(٥).
  قال: وروي أنه خطب أمير بالبصرة فقال: اتقوا اللّه فإنه من يتق اللّه فلا هوارة عليه، فسألوا يحيى بن يعمر عن الهوارة فقال هي الضياع(٦).
  وكتب يزيد بن المهلب إلى الحجاج كتابا يقول فيه: فاضطررناهم إلى عرعرة الجبل، ونحن بالحضيض، فقال: ما لابن المهلب وهذا الكلام؟ فقيل:
  ان ابن يعمر عنده، قال: فذاك إذا(٧).
(١) وفيات الأعيان ٦/ ١٧٤.
(٢) وفيات الأعيان ٦/ ١٧٤.
(٣) سورة التوبة ٢٤.
(٤) وفيات الأعيان ٦/ ١٧٤.
(٥) وفيات الأعيان ٦/ ١٧٥.
(٦) ن. م.
(٧) ن. م.