[193] أبو سليمان، يحيى بن يعمر العدواني
  قال: وكان لابن سيرين مصحف بنقط يحيى وكان ينقط بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة من غير تكلّف(١).
  وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة(٢)، ¦.
  والعدواني منسوب إلى عدوان بضمّ العين وإسكان الدال المهملتين وبعد الواو ألف فنون واسمه الحارث بن عمر بن قيس عيلان.
  قال الشريف المرتضى: إنّما سمي عدوان لأنّه عدى على أخيه فهم فقتله، وكان لا يجير بالعرب من مزدلفة إلى منى أربعين سنة إلا أبو سيّارة العدواني على عير له أبتر، فقالت العرب أطول عمرا من حمار أبي سيّارة.
  وقال المرتضى أيضا:
  أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب، قال: أخبرنا ابن دريد قال:
  أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس، قال ابن دريد: وأخبرنا به العكليّ عن أبي خالد عن الهيثم بن عديّ عن مسعر بن كدام، قال: حدثنا سعيد بن خالد الجدليّ قال: لما(٣) قدم عبد الملك بن مروان الكوفة بعد قتل مصعب، دعا الناس على فرائضهم(٤)، فأتيناه فقال: من القوم؟ فقلنا: جديلة، فقال: جديلة عدوان؟ قلنا: نعم، فتمثّل عبد الملك:
  عذير الحيّ من عدوا ... ن كانوا حيّة الأرض
  بغى بعضهم بعضا ... فلم يرعوا على بعض
  ومنهم كانت السادا ... ت والموفون بالقرض
  ومنهم حكم يقضي ... فلا ينقض ما يقضي
  ومنهم من يجيز النا ... س بالسّنّة والفرض
  ثم أقبل على رجل كنّا قدّمناه جسيم وسيم، فقال: أيّكم يقول هذا الشعر؟
  فقال: لا أدري، فقلت أنا من خلفه: يقول ذو الإصبع، فتركني وأقبل على ذاك
(١) ن. م.
(٢) في الوفيات: «تسع وعشرين ومائة».
(٣) الخبر في الأغاني ٣/ ٩١ - ٩٢.
(٤) الفرائض: العطايا.