نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[195] أبو الفرج، يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن

صفحة 375 - الجزء 3

  عظيم، فخلع عليه كافور ونزل إلى داره في جمع حافل، وركب إليه أهل الدولة يهنونه ولم يتأخّر عن الحضور إليه أحد، فغصّ بمكانه الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات وقلق منه وأخذ في التدبير عليه ونصب له الحبائل حتى خافه يعقوب، فخرج من مصر فارا منه يريد بلاد المغرب، في شوال سنة سبع وخمسين وقد مات كافور فلحق بالمعزّ لدين اللّه أبي تميم معد فوقع منه موقعا حسنا، وشاهد منه معرفة وتدبيرا، فلم يزل في خدمته حتى قدم إلى القاهرة في تاريخه المتقدم فقلده في رابع عشر المحرم سنة ثلاث وستين الخراج وجميع وجوه الأموال والحسبة والسواحل والأعشار والحواري والأحباس والمواريث والشرطتين وجميع ما يضاف إلى ذلك وما يطرأ في مصر في سائر الأعمال وأشرك معه في ذلك عسلوج بن الحسين، وكتب لهما سجلا قريء يوم الجمعة على منبر جامع أحمد بن طولون فقبضت سائر الضياع وسائر وجوه الأموال، وحضر الناس للقبالات وطالبا بالبقايا من الأموال مما على المالكين والضمناء فاستقصيا في الطلب، ونظرا في المظالم فتوفرت الأموال، وامتنعا أن يأخذا إلّا دينارا معزّيا فانحط دينار الراضي باللّه البغدادي ونقص من سعره نحو ربع دينار، فخسر الناس كثيرا من أموالهم بين الدينارين، وكان صرف المعزّي خمسة عشر درهما ونصفا فكان يستخرج في اليوم نيفا وخمسون ألف دينار معزّية، واستخرج في يوم واحد مائة وعشرون ألف دينار، وفي يوم واحد من مال تنيس ودمياط والأشمونين أكثر من ماءتي ألف دينار وعشرين ألف دينار.

  قال: وهذا مما لم يسمع بمثله قط في بلد، فاستمر الأمر على ذلك إلى شهر المحرم سنة خمس وستين وثلاثمائة فتثاقل يعقوب عن حضور ديوان الخراج وانفرد بالنظر في أمور المعزّ لدين اللّه في قصوره، وبعد ذلك بقليل مات المعز لدين اللّه كما مضى في ذكره، واستخلف العزيز باللّه أبو منصور ففوض النظر إلى يعقوب في سائر أموره واستوزره في أوّل المحرّم سنة تسع وستين وثلاثمائة.

  وفي شهر رمضان لقبه بالوزير الأجلّ وأمر أن يخاطب ولا يكاتب إلّا به وخلع عليه.

  وفي المحرم سنة ثلاث وسبعين أمر أن يكتب اسمه في عنوان الكتب ويبدأ به.

  وفي هذه السّنة اعتقل في القصر، ثم أطلق سنة أربع وسبعين وحمل على