[196] أبو الحجاج يوسف بن محمد الملقب موفق
  وغزال نار وجنته ... أذكت النيران في كبدي
  وله طرف لواحظه ... نصرت شوقي على جلدي
  قذفت عيني سوالفه ... فتوارت منه بالزّرد(١)
  شبّه العذار بالزرد.
  وقال ابن خلكان: إنّه أخذه من قول عبد السلام بن الجكر الصوّاف الواسطي:
  طرفك يرمي قلبي بأسهمه ... فما لخديك تلبس الزردا
  ريقته الشهد والدليل على ... ذلك نمل بخدّه صعدا(٢)
  وفي قول الصوّاف تشبيهان.
  وذكر: أن القاسم بن هاني الشاعر هجا ابن الجلال المذكور فأضمر له حقدا، فلما أنشدت الشعراء الحافظ في بعض المواسم ومنهم ابن هاني وقد أجاد فيما أنشد، قال الخليفة لابن الجلال: كيف تسمع؟ فأثنى عليه حتى قال: لولا بيت أظهره منه الضجر عند دخوله هذا البلد، قال الحافظ: ما هو؟ وألحّ عليه فصنع ابن الجلال بيتا وهو:
  تبّا لمصر فقد صارت خلافتها ... عظما تنقّل من كلب إلى كلب(٣)
  فعظم ذلك على الحافظ، وقطع صلته وكاد أن يفرط في عقوبته.
  وذكر المقريزي: أن الحافظ لمّا ولّى الأخزم بن أبي زكريا النصراني أمر الدّواوين بسبب حيلة المنجّمين عليه وقولهم إن ولّاه عظم أمر الملك فعظم به حال الكتّاب النصارى حتى اتخذوا العبيد والجواري من المسلمين، فقال ابن الجلال:
  إذ حكم النصارى في الفروج ... وغالوا بالبغال وبالسروج
  وذلّت دولة الإسلام طرّا ... وصار الأمر في أيدي العلوج
  فقل للأعور الدجّال هذا ... زمانك إن عزمت على الخروج
(١) وفيات الأعيان ٧/ ٢٢٣.
(٢) وفيات الأعيان ٧/ ٢٢٤.
(٣) وفيات الأعيان ٧/ ٢٢٥.