نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[196] أبو الحجاج يوسف بن محمد الملقب موفق

صفحة 383 - الجزء 3

  ومن الألغاز المتضمنة للتشبيه قول أمين الدين جوبان القوّاس الدمشقي في الشبّابة⁣(⁣١):

  وناطقة بأفواه ثمان ... تميل بعقل ذي اللبّ اللطيف

  لكلّ فم لسان مستعار ... يخالف بين تقطيع الحروف

  تخاطبنا بلفظ لا يعيه ... سوى من كان ذا طبع ظريف

  فضيحة عاشق ونديم راع ... وهيبة موكب ومدام صوفي

  وحكى الزمخشري في ربيع الأبرار: عن الأصمعي قال: دخلت على الرشيد وقد أهديت له جارية شاعرة وبين يديه طبق فيه ورد فقال لي: قل في تشبيهه شيئا فقلت:

  كأنه لون جنيّ حين أبصره ... عند الرقيب وقد أبدى به خجلا

  فقالت الجارية:

  كأنّه لون خدّي حين تدفعني ... كفّ الرشيد لأمر يوجب الغسلا

  فقال لي: قم يا عبد الملك فهذه الماجنة هيّجتنا فقمت⁣(⁣٢).

  وحكى صاحب تاريخ الأندلس: ان المستعين باللّه المرواني ملك قرطبة أراد عمارة منارة لجامع قرطبة فطلب صانعا مهندسا لا يفوقه أحد في الحذق من أهل إشبيليّة وكانت فيه غفلة مشهورة، فلما مثل بين يديه قال: كم مقدار ما ننفق على هذه المنارة؟ فقال: الأير لا يعرف مقداره حتى يقوم، فضحك منه وأمره بالعمارة.

  ولا شيء في تشبيه باطن الفرج كقول الفرزدق:

  ثلاث واثنتان فهو خمس ... وواحدة تميل إلى شمام

  فبتن بجانبيّ مصرّعات ... وبتّ أفضّ أعلاق الختام

  كأن مفالق الرّمان فيه ... وجمر غضا قعدت عليه حامي

  ومن شعر موفق الدين بن جلال المذكور:


(١) كذا في الأصل.

(٢) ربيع الأبرار.