نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[197] السيد العلامة، أبو محمد، يوسف بن

صفحة 386 - الجزء 3

  وفاز بالجدّ في حالتيه فمجده أخيرا ومجده أولا شرع⁣(⁣١)، وأضاء معتقلا كما أضاء مطلقا في السهل والجبل، والشمس السافرة رأد الضحى كالشمس في الطفل، يتجلّى مع المحتد المنيف بدين لا نرضى أن نقيسه رسوخا برضوى، وجود يسلو به العافي فيفوز بالمنّ والسلوى، وعلم يدع ابن إدريس من أتباع يوسف في مصر، وإذا وصف بالعزيز فلما تضاءل كل عالم لتبريزه وقهره:

  وان يفق الأنام وكان منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال

  أما نسبه فيسرّ من نسبه، وأما ذهبه فله لذهبه، ولو اكتفى فاضل ببعض خصاله لكان حسبه حسبه، وله شعر ما افتر الغمام عن الزهر إلّا بعقوده، ولولا جلالته للطم لطيميته التاجر واكتفى به عن طيبه وبروده، ومنثوره يصبّحه الروض بالخيري، وإذا شامه الزهر أشار له وقال لمن تنزّه: التمسوا غيري.

  نقل من خطّ والده المتوكل على اللّه أنه ولد سنة خمس وستين وألف بالحصين، وأنه فتح المصحف الشريف للتفاؤل فكان قاله: {وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ}⁣(⁣٢) ثم فتحه كرّة أخرى فجاء مثل ذلك من الآيات الكريمة المشعرة بسعادته.

  ونشأ لبيبا بحجر والده وأخذ عنه وعن غيره ولما مات والده سنة سبع وثمانين وألف وكان مقامه بالحصين ونواحيه، فكانت همّته عالية في طلب العلم ولقاء المشايخ، مع الاستعداد له بالفهم الوقّاد والذكاء الذي اشتعل اشتعال ذكاء أو كاد، مدّة أيام أحمد بن الحسن المهدي لدين اللّه وكانت خمس سنين، وتوفي سنة اثنتين وتسعين وألف، وتولّى الأمر المؤيد باللّه أبو القاسم محمد بن المتوكل، وكان فاضلا زاهدا كريما ما أراه إلّا من الإبدال، وكان لا يأكل إلّا من النذور التي تنذر له، فإن الناس كانوا يعتقدون فضله ويستسقون من دعائه المنهل وبله.

  ولقد كان في غاية التواضع، ولقد كنت أدخل إليه وأنا صغير وهو بمعبر فينهض لي ويصافحني، هذا وهو في أوج الخلافة التي يصغر قدر النعمان أن يبيت لها وهو شقيق:


(١) في هامش ب: «شرع: سواء».

(٢) سورة يوسف: الآية ٢١.