نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[197] السيد العلامة، أبو محمد، يوسف بن

صفحة 387 - الجزء 3

  واليوم صرنا حين نلقاهم ... نقنع منهم بلطيف الكلام

  وكان يأكل من النذور يوما فيوما، فإذا أعوزه النذر نذر للرحمن صوما، فلن يواكل يومه أنيسا، ولأن في أيامه قلب الزمان، وكثرت الصدقات، وتزاحم الخلق وذاقوا العافية، ولم يجعل الخلافة نعمة له بل رآها بليّة، كما رآها قبلة السابق إلى الخيرات أبو الحسن علي بن أبي طالب #، وكان له ثلاث من السراري واحدة عنده بمعبر واثنتان في صنعاء وغيرها، وأربع زوجات ليس عنده أخرى منهن أحد، ولمّا فطن الدهر أنه سمح بالغيث في أيار والنور في الظلم، وأرى الناس ما لم يخالوه في الحلم من العدل، دبّت له عقاربه وقام وإنّما قام لندب العدل في الفضل ناديه، وقيل أنه مات شهيدا بالسمّ، وشرب بكأس العمّ والجدّ والأب والأمّ، وراحوا بنعشه وكلّ جفن قريح الجفن هاطل:

  يمرّ على الوادي فتثني رماله ... عليه وبالنادي فتثني أرامله

  ولمّا خسف ذلك البدر وانهار، رأى الناس من بعده نجوم نصف النهار، وكانت خلافته خمس سنين وتوفي سنة سبع وتسعين وألف، وكان حمل إلى حمّام المعرّة لأنه أبو العلا وظنوا أن به داء الاستسقاء، وهذا الحمام كبريتي ينفع من هذه العلة فتوفي به وحمل إلى الدامغ فدفن مع والده، وبعده نزل بين آل المنصور الشحناء سوط عذاب قطع ظهر شوكتهم القتاديّة.

  فمن في كفّه منهم قناة ... كمن في كفّه منهم خضاب

  وكان السيد أبو محمد المذكور وصيّه كما كان هو وصيّ أبيه المتوكّل، فلفّ شمل الأجناد، وقام بوصيّة ذلك الجواد، وعزّاه فيه الشعراء فأكثروا.

  وأنشدني المولى الأخ ضياء الدين زيد بن يحيى ¦ قصيدة زائية يرثيه بها ويمدح أبا محمد، وقصيدة صادية دويّة بالمعاني أيضا ولم أكتبهما منه فسقطتا من ديوانه.

  وأنشدني الفقيه سعيد بن صالح السمحي قصيدة يرثي بها المؤيد ويهني أخاه أبا محمد المذكور بالبيعة أوّلها:

  نعزّيك يا يوسفا بالعزيز ... وفي الصدر للحزن مثل الأزيز

  ولقد أجاد في مطلعه.