[198] أبو المحاسن، شهاب الدين، يوسف بن الحسين
  وقال ابن خلكان: كان أبو المحاسن المذكور أديبا عروضيا.
  وله ديوان شعر في أربع مجلّدات، وكان يلازم تاج الدين أبا القاسم أحمد بن هبة اللّه المعروف بالجيراني(١) الحلبي النحوي اللغوي وأكثر ما أخذ الأدب عنه، وكان من كبار الشيعة وأورد له في المنهج الأوّل:
  وكنا خمس عشرة في التئام ... على رغم الحسود بغير آفة
  فقد أصبحت تنوينا وأضحى ... حبيبي لا تفارقه الإضافة(٢)
  وله أيضا في غلام أرسل أحد صدغيه ولوى الآخر:
  أرسل صدغا ولوى فاتني ... صدغا فأعيا بهما واصفه
  فخلت ذا في خدّه حيّة ... تسعى وهذا عقرب واقفه
  ذا ألف ليست لوصل، وذا ... واو ولكن ليست العاطفه(٣)
  وأورد له أيضا:
  ومهفهف عنّى الزمان بخدّه ... فكساه ثوبي ليله ونهاره
  لا مهدت عذري محاسن وجهه ... إن غضّ عندي منه غضّ عذاره(٤)
  وكان القاضي أدركه، وقال: أنشدته يوما في مناشدة جرت بيننا قول ابن عنين في ابن مازة:
  مال ابن مازة دونه لعفاته ... خرط القتادة أو منال الفرقد
  مال لزوم الجمع يمنع صرفه ... في راحة مثل المنادى المفرد(٥)
  فقال: ليس شرط المنادى المفرد أن يكون مضموما كغير المعيّن نحو: يا رجلا، ثم قال لي بعد ذلك: قد عملت أحسن من ذلك، ثم أنشدني:
  لنا خليل له خلال ... تعرب عن أصله الأخسّ
  أضحت له مثل حيث كفّ ... وددت لو أنها كأمس(٦)
(١) في الوفيات: «بالجبراني».
(٢) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٤، الغدير ٥/ ٤١٠.
(٣) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٤، الغدير ٥/ ٤١٠.
(٤) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٣.
(٥) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٣، ديوان ابن عنين ٢٢١ - ٢٢٢.
(٦) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٣.