[198] أبو المحاسن، شهاب الدين، يوسف بن الحسين
  فقلت له: حيث لا يلزمها الضم، ففيها ثلاث لغات الضم والفتح والكسر، فسكت، قلت: ومذهبي أنه لا اعتراض على ابن عنين ولا عليه لأنّهما بنيا على الأغلب فأكثر المنادى المفرد ينبغي أن يكون معينا وأمس الشائع كسرها وجاء الفتح والضمّ في الشعر.
  وأنشد ابن السيد البطليوسي في شرح أبيات الجمل:
  لقد رأيت عجبا مذ أمسا ... عجائزا مثل السعالى خمسا
  يأكلن ما قدمت لهن همسا ... لا ترك اللّه لهنّ ضرسا(١)
  وأورد من شعره فيمن لا يكتم السرّ:
  لي صديق غدا وإن كان لا ين ... طق إلا بغيبة أو محال
  أشبه الناس بالصدى إن تحدّث ... ت حديثا أعاده في الحال(٢)
  وأورد له أيضا:
  قالوا حبيبك قد تضوّع نشره ... حتى غدا منه الفضاء معطرا
  فأجبتهم والخال يعلو خدّه ... أو ما ترون النار تحرق عنبرا(٣)
  وله أيضا في رأس العين:
  فديت بنفسي رأس عين ومن فيها ... وبيض السواقي حول زرق سواقيها
  إذا راقني منها جواري عيونها ... أراق دمي منها عيون جواريها(٤)
  قلت: هذا المقطوع من المطربات، وقد أبدع فيه وجاء منسجما كزرق سواقي رأس عين، وفاتنا كعيون بيض سواقيها، وأخذه السيد عبد اللّه بن الإمام شرف الدين(٥) أخذا فاحشا فقال:
(١) وفيات الأعيان ٧/ ٣٣٢ - ٢٣٣، لم أعثر عليه في كتاب «الحلل في إصلاح الخلل من كتاب الجمل».
(٢) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٥، الغدير ٥/ ٤١٠ - ٤١١، عقود الجمان ١٠/ ٢٦٢.
(٣) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٥، الغدير ٥/ ٤١١، عقود الجمان ١٠/ ٢٥٠.
(٤) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٥.
(٥) ترجمه المؤلف برقم ٩٢.