نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[8] أبو العباس، أحمد بن محمد الدارمي

صفحة 166 - الجزء 1

  جمعن الحسنيين فمن رياح ... معنبرة وأرواح خفاف

  وما عدمت مغيرا منك يرمي ... رقيق طباعها بطباع جافي

  معان تستعار من الدّياجي ... وألفاظ تقدّ من الأثافي⁣(⁣١)

  كأنّك قاطف منها ثمارا ... سبقت إليه إبّان القطاف

  وشرّ الشّعر ما أدّاه فكر ... تعثّر بين كدّ واعتساف⁣(⁣٢)

  سأشفي الشّعر منك بنظم شعر ... تبيت له على مثل الأشافي⁣(⁣٣)

  وأبعد بالمودّة عنك جهدي ... فقف لي بالمودّة خلف قافي⁣(⁣٤)

  ما أحسن قوله: «فقف لي بالمودّة خلف قاف» واستعمال الجناس المطلق في شعر السري كثير، وهو دالّ على تمكنه، وما زال السري يدعي إغارة الشعراء على معاني أشعاره⁣(⁣٥) كالخالديين، فإنه عبث بهما.

  وذكر ابن خلكان: إن النامي توفي بمدينة حلب سنة تسع وتسعين، وقيل سنة تسعين، أو إحدى وتسعين وثلاثمائة⁣(⁣٦)، ¦.

  * * *

  والدارمي، بالمهملة والألف والراء المكسورة والميم: نسبة إلى بني دارم، بطن كبير من تميم، منهم الفرزدق الشاعر وغيره.

  والمصيصي، بكسر الميم والصاد المهملة المشدّدة وإسكان الياء وكسر الصاد المهملة الثانية: نسبة إلى مدينة مجاورة لبلاد الروم تلك الأيام، بناها صالح بن علي العباسي عمّ المنصور على نهر جيحون والفرات، وحسبنا اللّه تعالى.


(١) الأثافي: جمع أثفية وهي حجارة توضع تحت القدر.

(٢) الاعتساف: الأخذ على غير الطريق.

(٣) الاشافي: جمع أشفى وهو المثقب يخرز به النعال.

(٤) القافي: الذي يقفو الأثر وراء الشخص، يتيمة الدهر ٢/ ١٤٨ - ١٤٩، كاملة في ديوان السري الرفّاء ٢/ ٤١٩ - ٤٢١.

(٥) في هامش الأصل: «شعره».

(٦) الوفيات ١/ ١٢٧.