[8] أبو العباس، أحمد بن محمد الدارمي
  جمعن الحسنيين فمن رياح ... معنبرة وأرواح خفاف
  وما عدمت مغيرا منك يرمي ... رقيق طباعها بطباع جافي
  معان تستعار من الدّياجي ... وألفاظ تقدّ من الأثافي(١)
  كأنّك قاطف منها ثمارا ... سبقت إليه إبّان القطاف
  وشرّ الشّعر ما أدّاه فكر ... تعثّر بين كدّ واعتساف(٢)
  سأشفي الشّعر منك بنظم شعر ... تبيت له على مثل الأشافي(٣)
  وأبعد بالمودّة عنك جهدي ... فقف لي بالمودّة خلف قافي(٤)
  ما أحسن قوله: «فقف لي بالمودّة خلف قاف» واستعمال الجناس المطلق في شعر السري كثير، وهو دالّ على تمكنه، وما زال السري يدعي إغارة الشعراء على معاني أشعاره(٥) كالخالديين، فإنه عبث بهما.
  وذكر ابن خلكان: إن النامي توفي بمدينة حلب سنة تسع وتسعين، وقيل سنة تسعين، أو إحدى وتسعين وثلاثمائة(٦)، ¦.
  * * *
  والدارمي، بالمهملة والألف والراء المكسورة والميم: نسبة إلى بني دارم، بطن كبير من تميم، منهم الفرزدق الشاعر وغيره.
  والمصيصي، بكسر الميم والصاد المهملة المشدّدة وإسكان الياء وكسر الصاد المهملة الثانية: نسبة إلى مدينة مجاورة لبلاد الروم تلك الأيام، بناها صالح بن علي العباسي عمّ المنصور على نهر جيحون والفرات، وحسبنا اللّه تعالى.
(١) الأثافي: جمع أثفية وهي حجارة توضع تحت القدر.
(٢) الاعتساف: الأخذ على غير الطريق.
(٣) الاشافي: جمع أشفى وهو المثقب يخرز به النعال.
(٤) القافي: الذي يقفو الأثر وراء الشخص، يتيمة الدهر ٢/ ١٤٨ - ١٤٩، كاملة في ديوان السري الرفّاء ٢/ ٤١٩ - ٤٢١.
(٥) في هامش الأصل: «شعره».
(٦) الوفيات ١/ ١٢٧.