نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[8] أبو العباس، أحمد بن محمد الدارمي

صفحة 165 - الجزء 1

  رأسي لكالعنقود الأسود، ولكني أردت أن أعلمك أني أكره ما كرهت منّي وهو الشعرات البيض التي في رأسك.

  قال الشيخ: فكانت حسرة في قلبي⁣(⁣١).

  وقال أبو محمد بن السيد البطليوسي الأديب النحوي الأندلسي⁣(⁣٢) في كتاب «الحلل [في] شرح أبيات الجمل»: كتب رجل أفوه قبيح البخر إلى شابّة ظريفة أديبة يخطبها، فكتبت إليه:

  إتق اللّه في دمي ... يا مليح المبسم⁣(⁣٣)

  وذكر الثعالبي: إن السري الرّفاء - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى⁣(⁣٤) - هجا النامي المذكور بأبيات أحببت إيرادها لجودة معانيها وإن كانا نجمين يبعد شأوهما ولم تزل المنافسة بين الأفاضل وهي [من الوافر]:

  أرى الجزار هيّجني وولّى ... وكاشفني وأسرع في انكشافي

  ورقّع شعره بعيون شعري ... فشاب الشّهد بالسّم الذّعاف

  لقد شقيت بمديتك الأضاحي ... كما شقيت بغارتك القوافي⁣(⁣٥)

  توعّر نهجها بك وهو سهل ... وكدّر وردها بك وهو صافي

  فتكت بها مثقّفة النّواحي ... على فكر أشدّ من الثّقاف

  لها أرج السّوالف حين تجلى ... على الأسماع أو أرج السّلاف


(١) الرسالة القشيرية.

(٢) هو أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن السيد (بكسر السين) البطليوسي النحوي.. كان من الفقهاء والقراء ومن علماء الأدب المشهود لهم بالتقدم. تصدى للتدريس فاجتمع إليه الناس يقرأون عليه، ويقتبسون منه، وكان حسن التعليم جيد التلقين. ولد بمدينة بطليوس سنة ٤٤٤ هـ وتوفي ببلنسية سنة ٥١٢ هـ. من آثاره كتاب المثلث، والاقتضاب في شرح أدب الكتاب، وشرح سقط الزند لأبي العلاء، وشرح الموطأ للإمام مالك، وله نظم جيد.

ترجمته في: قلائد العقيان / ٢٠٢، غاية النهاية في طبقات القراء ١/ ٤٤٩، وفيات الأعيان ٣/ ٩٦ - ٩٨، هدية العارفين ١/ ٤٥٤، الصلة لابن بشكوال / ٢٨٢، روضات الجنات / ٤٣١، إنباه الرواة ٢/ ١٤١، بغية الملتمس / ٣٢٤، شذرات الذهب ٤/ ٦٤، بغية الوعاة ٢/ ٥٥، البداية والنهاية ١٢/ ١٩٨، الكنى والألقاب ١/ ٣١٢، أنوار الربيع ٦ / هـ ٩٥ - ٩٦.

(٣) لم أعثر عليه في «كتاب الحلل في إصلاح الخلل من كتاب الجمل».

(٤) ترجمه المؤلف برقم ٨١.

(٥) المدية: السكين، الأضاحي: جمع أضحية ما يذبح في عيد الأضحى.