نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[9] أبو القاسم، أحمد بن محمد بن إسماعيل

صفحة 171 - الجزء 1

  في شيء حتى يدعوك، فشكرت له ذلك.

  قال حسّان: فأصبت منه مالا كثيرا ونادمني، فبينا أنا معه يوما وهو في قبّة له إذ رجل يرتجز حولها ويقول:

  أصمّ أم تسمع رب القبّة ... يا أوهب الناس لعيش صلبه

  ضرّابة بالأشقر الاذبه ... ذات هناء في يديها جلبه

  في لاحب كأنه الأطبّه

  والأطبّه، جمع طباب وهو الشراك يجمع بين الأذنين في الخرز.

  فقال النعمان: أليس بأبي أمامة! قالوا: بلى، قال: فاذنوا له، فدخل فحيّاه وشرب معه، ثم وردت النعم السود ولم يكن لأحد بعير أسود ولا يفتحل أحد بعيرا أسود غير النعمان، فاستأذنه النابغة فاذن له فأنشده قصيدته التي منها:

  فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبق منهن كوكب

  فأمر له بمائة من الإبل⁣(⁣١) السود فيها رعاؤها وبنيها، فما أصابني حسد قط في موضع كما أصابني يومئذ، وما كنت أدري ما أحسده عليه، أما أسمع⁣(⁣٢) من فضل شعره، أم ما رأيت من تقريب الملك له، أم ما رأيت من جزيل عطائه، فجمعت جراميزي وركبت إلى بلادي.

  قلت: أبو أمامة: كنيته النابغة، ويكنى أيضا بأبي عقرب، بابنتين له، واسمه زياد.

  وللشريف أبي القاسم شعر كثير، وله ديوان.

  وذكر المختار المسبحي⁣(⁣٣) في تأريح مصر: أنه توفي في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ليلة الثلاثاء لخمس بقين من شعبان، ودفن في مقبرتهم خلف المصلّى الجديد، وعمره أربع وستون سنة⁣(⁣٤)، ¦.


(١) في هامش الأصل: «النعم».

(٢) في هامش الأصل: «ما سمعت».

(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٦٠.

(٤) وفيات الأعيان ١/ ١٣٠.