[10] مهذب الملك، أبو الحسين، أحمد بن منير
  وكان بينه وبين أبي عبد اللّه محمد بن نصر بن صفير المعروف بابن القيسراني(١) الشاعر المشهور مكاتبات وأجوبة ومهاجات، وكانا مقيمين بحلب متنافسين في صناعتيهما كما جرت عادة المتماثلين(٢).
  وله من قصيدة تحمل الثعلب على مجاراة الليث وتصير كهيهات في الفتح من كفّه بالضمّ كحيث:
  وإذا الكريم رأى الخمول نزيله ... في منزل فالحزم أن يترحلا
  كالبدر لما أن تضاءل جدّ في ... طلب الكمال فحازه متنقلا
  سفها لحلمك أن رضيت بمشرب ... رنق ورزق اللّه قد ملأ الملا
  ساهمت عيسك مرّ عيشك قاعدا ... أفلا فليت بهنّ ناصية الفلا
  فارق ترق كالسيف سلّ فبان في ... متنيه ما أخفى القراب وأخملا
  لا تحسبنّ ذهاب نفسك ميتة ... ما الموت إلا أن تعيش مذلّلا
  لا ترض من دنياك ما أدناك من ... دنس وكن طيفا جلا ثم انجلى
  وصل الهجير بهجر قوم كلما ... أمطرتهم شهدا جنوا لك حنظلا
  للّه علمي بالزمان وأهله ... ذنب الفضيلة عندهم أن تكملا
(١) محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد اللّه، شرف الدين ابن القيسراني:
شاعر مجيد. له «ديوان شعر - خ» صغير. أصله من حلب، ومولده بعكة سنة ٤٧٨ هـ، ووفاته في دمشق سنة ٥٤٨، تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب. والقيسراني نسبة إلى «قيسارية» في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الساحل. ورفع ابن خلكان نسبه إلى خالد بن الوليد، ثم شك في صحة ذلك لأن أكثر علماء الأنساب والمؤرخين يرون أن خالدا انقطع نسله.
وللدكتور محمود إبراهيم كتاب صدى الغزو الصليبي في شعر ابن القيسراني - ط».
ترجمته في:
وفيات الأعيان ٤/ ٤٥٨ - ٤٦١، معجم الأدباء ١٩/ ٦٤ - ٨١ والروضتين ١: ٩١ وفيه أن ابن القيسراني وابن منير الطرابلسي كانا شاعري الشام في وقتهما. وشبههما العماد الكاتب، في «الخريدة» بالفرزدق وجرير، وكان موتهما في سنة واحدة. قلت: تشبيههما بالفرزدق وجرير ورد في خريدة القصر، قسم شعراء الشام، في ترجمة ابن منير ٧٦ - ٩٥ وفيه ٩٦ - ١٦٠ ترجمة مسهبة لابن القيسراني، اشتملت على مختارات كثيرة من شعره، وعرفه بالقيسراني العكاوي، ولم يذكر نسبته إلى بني مخزوم. ومرآة الزمان ٨: ٢١٣ والدارس ٢: ٣٨٨ والفهرس التمهيدي ٣٠١، الاعلام ط ٤/ ٧ / ١٢٥.
(٢) وفيات الأعيان ١/ ١٥٦.