نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[10] مهذب الملك، أبو الحسين، أحمد بن منير

صفحة 176 - الجزء 1

  أتوا به فوق أعواد تسّتره ... وغسّلوه بشطّي نهر قلّوط

  وأسخنوا الماء في قدر مرصّعة ... وأشعلوا تحته عيدان بلّوط⁣(⁣١)

  وذكر أبو بكر بن حجّة⁣(⁣٢) في شرح البديعية: أن أبا الحسين بن منير قدم إلى مدينة السلام بغداد، والشريف الرضي⁣(⁣٣) يومئذ بها نقيب الطالبيين، والنقابة إذ ذاك تضاهي الخلافة في الشأن العظيم، فأهدى إلى الشريف هدية مع مملوكه تتر، وكان ابن منير قد اشتهر بمحبة هذا الغلام، فقبض الشريف الهدية وأمسك الغلام معها، فطاش عقل ابن منير، فكتب إليه هذه القصيدة، وهي من باب الهزل الذي يراد به الجدّ:

  عذّبت قلبي يا تتر ... وأذبت قلبي بالفكر

  ومزجت صفو مودّتي ... من بعد بعدك بالكدر

  وجفوت صبّا ما له ... عن حسن وجهك مصطبر

  يا قلب: ويحك كم تخاد ... ع بالغرور! وكم تغر؟!

  ريم يفوّق إن رما ... ك بسهم ناظره النظر

  تركتك أسهم رشقها ... من بأسهن على خطر

  ورمت فأصمت عن قسي ... لا يناط بها وتر

  جرحتك جرحا لا يخيّ ... ط بالعقود وبالأبر

  كم ذا تلعب بالعقول ... عيون أبناء الخزر

  فكأنهّن صوالج ... وكأنّهنّ لها أكر

  تخفي الهوى وتسرّه ... وخفيّ وجدك قد ظهر


(١) الوفيات ١/ ١٦٠، الوافي ٨/ ١٩٦، كاملة في ديوانه ٢٧٩.

(٢) هو تقي الدين أبو بكر بن علي المعروف بابن حجة الحموي، ولد بحماة سنة ٧٦٧ هـ وتوفي سنة ٨٣٧ وقيل ٨٣٨ هـ كان ناظما ناثرا ونثره أجود من نظمه. وكان معجبا بنفسه تياها على الناس، لذلك هجاه الكثير من معاصريه بأقذع الهجاء. من آثاره: قهوة الانشاء وخزانة الأدب، وهو شرح بديعيته في مدح النبي ÷، وديوان شعره.

ترجمته في: الضوء اللامع ١١/ ٥٣، البدر الطالع ١/ ١٦٤، الكنى والألقاب ١/ ٢٥٦، شذرات الذهب ٧/ ٢١٩، دائرة المعارف الإسلامية ١/ ١٣٥، تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٣/ ١٣٥، أنوار الربيع ١ / هـ ١٢٣ - ١٢٤.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٤٤، وفي هامش ج: «في غير هذا الكتاب أنه الشريف المرتضى».