[10] مهذب الملك، أبو الحسين، أحمد بن منير
  أين ذاك البشر يا مو ... لأي من هذا القطوب؟(١)
  وقال ابن خلكان: نقلت من خط الشيخ الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري المصري قال: حكى لي أبو المجد قاضي السويداء، قال: كان بالشام شاعران ابن منير وابن القيسراني، وكان ابن منير كثيرا ما ينكت على ابن القيسراني إنه ما صحب أحدا إلا نكب، فاتفق أن أتابك عماد الدين زنكي صاحب الشام غنّاه مغنّ على قلعة جعبر، وهو محاصرها، بقول الشاعر:
  ويلي على المعرض الغضبان إذ نقل ال ... واشي إليه كلاما كله زور
  سلّمت فازورّ يثني قوس حاجبه ... كأنني كأس خمر وهو مخمور(٢)
  فاستحسنها وبكى، وقال: لمن هذه؟ فقيل: لابن منير، وهو بحلب، فكتب إلى والي حلب يسيره إليه مسرعا، فسيره، فليلة وصل ابن منير قتل أتابك زنكي، وأخذ أسد الدين شيركوه، صاحب حمص، نور الدين محمود بن زنكي وعسكر الشام وعاد بهم إلى حلب، فلما وصل ابن منير إلى حلب صحبة العسكر، قال له ابن القيسراني: هذه بجميع ما كنت تبكتني به!(٣).
  ومات ابن منير في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ¦.
  قال ابن خلكان: وزرت قبره ورأيت عليه مكتوبا:
  من زار قبري فليكن موقنا ... أنّ الذي ألقاه يلقاه
  فيرحم اللّه امرءا زارني ... وقال لي: يرحمك اللّه(٤)
  ثم قال: وجدت في ديوان أبي الحكم عبيد اللّه(٥) أن ابن منير توفي بدمشق سنة سبع وأربعين، ورثاه بأبيات تدل على موته بدمشق، وهي هزليّة على عادته في ذلك، ومنها:
(١) الوفيات ١/ ١٥٨، الوافي ٨/ ١٩٥، كاملة في ديوانه ١١٤ - ١١٥.
(٢) ديوانه ٥٠/ ٨٩ - ٩٠.
(٣) الوفيات ١/ ١٥٨ - ١٥٩، الوافي ٨/ ١٩٥ - ١٩٦.
(٤) الوفيات ١/ ١٥٩، الوافي ٨/ ١٩٦ - ١٩٧، ديوانه ١٢١.
(٥) في الوافي ٧/ ١٩٦: «أبو الحكم عبد اللّه المغربي، صاحب نهج الوضاعة».