الحسني الصنعاني
  وباينني الواشي عليه وواصلت ... دموعي وكان الخير في رأي إنساني
  ولم يحل إلّا مبسما مثل عقده ... يفصّل من دمعي عليه بمرجان
  وشمس محيا خصّها اللّه بالبها ... وفاض وحسن الشمس يأتي بميزان
  وما لي أنصار على عاذلي به ... وقد جئته من وجه بدر بحسّان
  تصدى لألحاظ سحرن جنانه ... ولولا العيون النجل ما كان عنّاني
  وحيّا الحيا أيّامنا أيمن الحمى ... لو أن المنى يثني لنا عيشنا الهاني
  ليالي فودي أسود مثل حالنا ... بطلعة واش بالحبايب غيران
  عسى نسمة جادت بها راحة الصّبا ... ففاض بها دمعي يخبّر عن شاني
  ستهدي إلى من بان طيّ ضمائري ... وتأتي بمثل المسك نشرا عن البان
  فقدما سعت ما بين لبنى وقيسها ... وأهدت إلى ميّ أحاديث غيلان
  وللّه أيّاما قصفنا بظلّها ... ورحنا وبتنا بين قصف وأغصان
  محت رقبة الأيام تبييض لهونا ... وكان لها في عهدنا عين نعسان
  ولم يبق إلّا مدمعي مثل خمرنا ... وإلّا حنيني في الدياجي كألحان
  أعاتب قلبي كيف ما فاض بعده ... على أنه قد سال في مدمعي القاني
  ولا أرتضي غير الهوى لي مذهبا ... وإن كنت من تبريحه بين نيراني
  ولي من زفيري خير خلّ منادم ... ومن أدمعي في وجنتي خير جيران
  ودون الكثيب الفرد فرد محاسن ... حلى فحموا منه الجمال بمرّان
  رأوا خدّه التفّاح والغصن قدّه ... فخافوا على روض البها خلسة الجاني
  رقبت له الجوزاء ليلا أرى به ... سقامي ولا يرجى لإصباحه الواني
  وشبّهت فيه النجم نورا ورفعة ... بنظم الكريم الهاشمي خير عدنان
  ومنها:
  أديب على العاصي تباعد شأوه ... وأربى بحسن النظم فاستغرب الداني
  إذا كان للعليا حبيبا فبيته ... يسير مسير الشمس في كل ديوان
  هو الشمس إشراقا وما أنا قائل ... وكيوان نحس حاز رفعة كيوان
  وما مثله قسّ وكيف وكفّه ... وفكرته للتبر والدرّ سحبان(١)
(١) من ترجمة المؤلف برقم ١٨٤، وبعضها في نشر العرف ٢/ ٧٩١ - ٧٩٢.