الحسني الصنعاني
  (والعارض الوكّاف) من أوصافه ... وكتابه عنه لذاك يترجم
  وصف حكى البستان إلا أنه ... في كل فصل زهره لا يعدم
  متأخر التاريخ إلا أنه ... كمحمد في فضله متقدم
  سجع المطوق ليس يطرب عنده ... وابن السنا من نوره يتظلّم
  يا نجل زيد زادك الرحمن من ... هذي الفضائل ما يجل ويعظم
  حركت فكرتي التي قد شابهت ... دهري جمودا فاغتدت تتضرم
  لما رأيتك قد نظمت بدائعا ... علمتني الأدب الذي لا يعلم
  هزتني العروى(١) لما عودته ... فيما مضى والعود أحمد يزعم
  فنظمت سهلا واطرحت معانيا ... خوف التكلف بعضها لا يفهم
  والشعر أبيض كله لكنه ... درر إذا ما تنتقده وسمسم
  أو كالبروق تضيء في جنح الدجى ... ولبعضها ماء وبعض معدم
  عرف المعاني من تكامل فضله ... والجاهلون عن المعاني قد عموا
  فرأيت حزما أن أصون عقودها ... والسيف في الغمد الحصين يكرم
  حتى سمعت بأن ما حاولته ... من كل فضل في يمينك مبرم
  والكون معمور وللرحمن في ... هذي الخليقة حجة لا تكتم
  إلى أن قال:
  إن كنت قدّمت الخليل لفضله ... علما فإبراهيم فيه معلّم
  قدمته وهو النسيب على الورى ... وعلى الحقيقة فالنسيب مقدم
  واسلم ودم واعذر محبا جهده ... ما قد تراه وودّه لك أعظم(٢)
  - وقال مجيبا السيد جمال الدين هاشم بن يحيى الحسني الصنعاني على قصيدة بعثها إليه المذكور في سنة ١١١١ هـ مباديا من الطويل، والقافية من المتواتر:
  إذا لم يفض في حبّه نهر أجفاني ... فما أكثر الدعوى لديّ وأجفاني
  غزال يحاكي خصره وجفونه ... نحولي وسقمي واصطباري وكتماني
  تعشقته بدرا ومرّ بي الدجى ... وبدري وبدر الأفق في الحسن سيّان
(١) كذا في نشر العرف.
(٢) نشر العرف ١/ ٢٦ - ٢٨.