نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 196 - الجزء 1

  بعضهم على بعض. وقال بعض الأدباء في أبي تمّام والمتنبي: هما حكيمان، والشاعر البحتري⁣(⁣١)، وقيل: إن المتنبي قال ذلك لمن سأله عنهم فينبغي أن يزاحموا أبا العلاء الزاهد المجيد، فإن اللّاهي تفتح اللّها، وقد أجاد مع زهده.

  وأكثر ما أخذ المتنبي كما ذكر الحاتمي من أبي تمّام.

  وحظي شعراء أبي الطيّب ..... (⁣٢) قال ابن خلكان: بلغني أن لديوانه أربعين شرحا⁣(⁣٣).

  وحكى السري الرفاء⁣(⁣٤) الشاعر المشهور قال: حضرت مجلس سيف الدولة بعد قتل المتنبي فجرى ذكره، فأثنى عليه الأمير وذكر شعره بما غاضني، فقلت:

  أيها الأمير اقترح أي قصيدة أردت للمتنبي فإني أعارضها بما يعلم الأمير أن المتنبي قد خلّف نظيره، فقال: عارض قصيدته التي أوّلها:

  لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي ... وللحب ما لم يبق مني وما بقي

  فلما رجعت إلى منزلي تأمّلت القصيدة فإذا هي ليست من مختاراته، ثم مرّ لي فيها:

  إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق ... أراه غباري ثم قال له الحق

  فعلمت أنه أراده الأمير وخار اللّه لي.

  وقال بعض المتعصّبين عليه في قوله:


(١) هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى البحتري الطائي. ولد سنة ٢٠٦ هـ بناحية منبج من أعمال حلب. نشأ في قبائل طي وغيرها من البدو الضاربين في شواطيء الفرات فغلبت عليه فصاحة العرب. التقى بأبي تمام وهو فتى فلازمه، وتخرج عليه في الشعر ثم خرج إلى العراق، واتصل بالمتوكل والفتح بن خاقان. فبقي محترما عندهما، إلى أن قتلا في مجلس كان حاضره فرجع إلى منبج. توفي سنة ٢٨٤ هـ. من آثاره: كتاب الحماسة على غرار حماسة أبي تمام، وكتاب المعاني، وديوان شعره.

ترجمته في:

الذريعة ٧/ ٧٩ و ٩/ ١٢٥، ومعجم الأدباء ١٩/ ٢٤٨ - ٢٥٨، والكنى والألقاب ٢/ ٥٧، وأخبار البحتري للصولي، وأمراء الشعر العربي / ٢٣٥ - ٢٧٩، وأعيان الشيعة ٥١/ ٨٦ - ١٠٦، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٨.

(٢) بياض في الأصل.

(٣) الوفيات ١/ ١٢١.

(٤) ترجمه المؤلف برقم ٨١.