[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد
  ولما وصل أبو الطيّب إلى حضرة عضد الدولة قابله بالقبول، ومدحه أبو الطيّب بالقصائد المشهورة في ديوانه، ومدح وزيره أبا الفضل بن العميد بالرائية المشهورة في ديوانه، فأجازه عنها بثلاثة آلاف دينار، وخلع عليه.
  وقيل إن الصاحب الكافي أراد منه أن يمدحه فلم يفعل، ولم يكن الصاحب قد تقلّد الوزارة، فحقد عليه وأنه ألّف «الكشف المنبي عن سرقات المتنبي» لذلك.
  وعاد أبو الطيّب من بلاد العجم ليتجمّل بأهله إلى حضرة أبي الشجاع(١)، فلما بلغ إلى الصافية بقرب النعمانية بالجانب الغربي من سواد بغداد عند دير العاقول، وبينهما ميلان، عرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في عدّة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة من حاشيته وغلمانه فقاتلوهم، ففتك به فاتك فقتل وقتل معه ابنه محسّد، وغلامه مفلح، يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ¦(٢).
  * * *
  وللناس في شعره اختلاف، فمنهم من يتعصّب له غاية التعصّب كأبي العلاء المعرّي - الآتي ذكره(٣) - وشرح ديوانه وسمّاه «معجز أحمد»، ويكفيه فضلا تعظيم مثل أبي العلاء له على ما حواه أبو العلاء من الفضائل.
  ومنهم من يتعصب عليه كالشريف أبي القاسم المرتضى(٤).
  وللمعرّي معه واقعة سترد عند ذكره، والحقّ أنه كان قليل النظر، فحلا مقدما، واشتهاره شاهد بسبقه فقلّما اشتهر إلّا الجيّد، ومن سعادته أنها عدّت معايب شعره وسقطاته لقلّتها، وهو قول الشاعر:
  (كفى المرء نبلا أن تعدّ معايبه)
  وأبو تمّام والبحتري والمتنبي طبقة واحدة، لم يقع الاتفاق على تفضيل
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٣٠.
(٢) الوفيات ١/ ١٢٣.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٩.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ١٠٣.