نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 200 - الجزء 1

  من تغرّه، وصبحنا بالقاضي أبو حفص القيّم، فأوقد الشمعة ولبس خف الخطيب خوفا على رجليه، فجاء فنزلنا في الضوء وطلعنا إلى المأذنة، فنمنا إلى بكرة وتفرّق شملنا بعد تلك الليلة، وجمع القاضي القيّم حفدته ثاني يوم وأدخلوا عصيّا تحت المنبر وسعّفا وشالوا الحصير فلم يجدوا شيئا، وبلغ الحديث والي القرافة ابن سعلة الكتامي، فأخذ الحواء ولم يزل به حتى جمع ما قدر عليه وقال: ما أخليه إلّا إلى السلطان، وكان الوزير إذ ذاك يأنس الأرمني⁣(⁣١).

  قلت: الحّوا نسبة إلى الحيّة كالسقّا ونحوه، وأصل حيّة حيوة سبقت الياء الواو ساكنة، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء فيها على قول أبي علي الفارسي في أن واو حيوات أصلية واشتقاق الحيوان من الحياة، والحيّة مشتقة من الحياة لطول عمرها.

  وقال أبو إسحاق بن خفاجة الأندلسي⁣(⁣٢) من قصيدة يصف الحيّة:

  وازبّ يبرز من حشاه مكرّع ... خضر يسيح وتلفه مخضال

  ما بين خطيّ جدّ ولين كأنّما ... بسطت يمين منهما وشمال

  ينساب ثاني معطفيه كأنه ... هيمان نشوان هناك مزال

  مثل الحباب لمنحناه ذوابة ... خفّاقة حيث الربى أكفال

  أو ظل أسمر باللوى متناظر ... عطفت جنوب متنه وشمال

  لم أدر هل يزهو فيحظر نخوة ... أم لاعبت أعطافه جريال

  وإذا استطار به النجاء فنيزك ... وإذا تهادى فالهلال هلال

  زرّت عليه حبيرة موشيّة ... بمقيله أخت لها أسمال

  مرق كما ينقد في يوم الوغا ... عن لبتي مستلئم سربال

  ألقى به منها هنالك درعه ... بطل وجرّد مشيه مختال


(١) الخطط المقريزية ٣/ ٢٧٦ - ٢٧٧.

(٢) هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خفاجة الأندلسي. ولد سنة ٤٥٠ هـ. كان أديبا وشاعرا مجيدا وكاتبا بليغا. لم يتكسب بالشعر قانعا بمورده من ضيعة يملكها. لم يتزوج. توفي سنة ٥٣٣ هـ. له تآليف لغوية وديوان شعره.

ترجمته في:

وفيات الأعيان ١/ ٥٦ - ٥٧، بغية الوعاة ١/ ٤٢٢، المعجم في أصحاب القاضي الصدفي / ٥٩، المغرب في حلى المغرب ٢/ ٣٦٧، قلائد العقيان / ٢٤١، أنوار الربيع ١ / هـ ٢٦٥.