نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 199 - الجزء 1

  هو أو واحد من أهله في الدار والسلام⁣(⁣١).

  ومما يقرب من هذه النادرة ما حكاه هو أيضا في جامع القرافة، وهو جامع مشهور مزخرف عمّرته السيدة تغريد، وتدعى درزان المغربية أم العزيز باللّه نزار بن المعزّ قال: حكى الشريف محمد بن أسعد الجوّاني النسّابة قال: حدثني الأمير أبو علي بن تاج الملك جوهر المعروف بالسمر الحيوشي⁣(⁣٢) قال: اجتمعنا ليلة جمعة جماعة من الأمراء بنو معز الدولة صالح وحاتم وراجح وأولادهم وغلمانهم وجماعة من يلوذ بنا كابن الموفقي والقاضي داود وأبوه المجد بن الصيرفي وأبو الفضل روزنه، وأبو الحسن الرضيع فعملنا سماطا وجلسنا واستدعينا من في الجامع وأبي حفص القيّم، فأكلنا ورفعنا الباقي إلى بيت الشيخ أبي حفص قيّم الجامع، ثم تحدّثنا ونمنا وكانت ليلة باردة فنمنا عند المنبر، وإذا إنسان نصف الليل ممن نام عند المنبر من عابري السبيل قد قام قائما وهو يلطم على رأسه ويصيح، وامالاه وامالاه، فقلنا: مالك ويلك وما شأنك، وما الذي دهاك ومن سرقك وما سرق لك؟ فقال: يا سيدي أنا رجل من أهل طرا يقال لي أبو كرب الحوّا، أمسى عليّ الليل ونمت عندكم، وأكلت من خيركم، وسّع اللّه عليكم، ولي جمعة اجمع في سلتي من نواحي طرا والجبل الكبير والحي الكبير كل غريبة من الحيّات والأفاعي ما لم يقدر عليه حوّاء غيري، وقد انفتحت السلّة الساعة وخرجت الأفاعي وأنا نائم، فقلنا له: أيش تقول؟ فقال: إي واللّه يا للنجدات، فقلنا: يا عدّو اللّه أهلكتنا ومعنا صبيان وأطفال، ثم أنبهنا الناس وهربنا إلى المنبر فطلعناه وازدحمنا فيه، ومنّا من طلع على قواعد العمد فتسلّق وبقي واقفا وأخذ ذلك الحوّا يتجسس وفي يده سلال الحيّات ويقول: قبضت الرقطا، ثم يفتح السلّة ويضع فيها، ثم يقول: قبضت أم قرنين، ويفتح ويصيح ويقول: قبضت الفلاني والفلانية من الثعابين والحيّات وهم معه بأسماء، ويقول: أبو زعيرة، وأبو بليس، ونحن نقول إيه، إلى أن قال: بس انزلوا ما بقي عليّ همّ ما بقي يهمّكم كبير شيء، قلنا: كيف؟ قال: ما بقي إلّا البترا وأم راسين، إنزلوا فما عليكم منهما، قلنا كذا عليك لعنة اللّه يا عدوّا اللّه، واللّه لا نزلنا إلّا الصبح، فالمغرور


(١) الخطط المقريزية ٣/ ٢٧٧ - ٢٧٨.

(٢) في الخطط: «الشمس الجيوشي».