[12] السيد شمس الدين أحمد بن الحسن بن المطهر
  وانتقل إلى المخا لما كان والده عاملا بها كما يجيء في ذكره إن شاء اللّه تعالى(١).
  وقد جمع إلى فضل العلم حسن الخلق، فأخلاقه وعلمه روضة وغدير، وله خطّ يعمي حسنه ابن مقلة(٢)، ويحجب رونق خط ابن البوّاب(٣)، وليس ابن هلال بكفو الشمس. وأما الشعر فقد أناخت سوامه بسوحه، وكتبت سعادته فيه بلوحه، أنشدني لنفسه من نظمه مكاتبة:
(١) ترجمه المؤلف برقم ٥٢.
(٢) محمد بن علي بن الحسين بن مقلة، أبو علي: وزير، من الشعراء الأدباء، يضرب بحسن خطه المثل. ولد في بغداد، سنة ٢٧٢ هـ، وولي جباية الخراج في بعض أعمال فارس. ثم استوزره المقتدر العباسي سنة ٣١٦ هـ، ولم يلبث أن غضب عليه فصادره ونفاه إلى فارس (سنة ٣١٨) واستوزره القاهر باللّه سنة ٣٢٠ فجيء به من بلاد فارس، فلم يكد يتولى الأعمال حتى اتهمه القاهر بالمؤامرة على قتله، فاختبأ (سنة ٣٢١) واستوزره الراضي باللّه سنة ٣٢٢ ثم نقم عليه سنة ٣٢٤ فسجنه مدة، وأخلى سبيله. ثم علم أنه كتب إلى أحد الخارجين عليه يطمعه بدخول بغداد، فقبض عليه وقطع يده اليمنى، فكان يشد القلم على ساعده ويكتب به، فقطع لسانة (سنة ٣٢٦) وسجنه، فلحقه في حبسه شقاء شديد حتى كان يستقي الماء بيده اليسرى ويمسك الحبل بفمه.
ومات في سجنه سنة ٣٢٨ هـ، قال الثعالبي: من عجائبه أنه تقلد الوزارة ثلاث دفعات، لثلاثة من الخلفاء، وسافر في عمره ثلاث سفرات اثنتان في النفي إلى شيراز والثالثة إلى الموصل، ودفن بعد موته ثلاث مرات.
ترجمته في:
وفيات الأعيان ٢: ٦١ وثمار القلوب ١٦٧ وفيه: «كتب ابن مقلة كتاب هدنة بين المسلمين والروم بخطه، وهو إلى اليوم - أي زمن الثعالبي المتوفي سنة ٤٢٩ هـ - عند الروم في كنيسة قسطنطينية، يبرزونه في الأعياد ويعلقونه في أخص بيوت العبادات ويعجبون من فرط حسنه وكونه غاية في فنه». وفي الفهرس التمهيدي، ص ٥٤٨ رسالة في «علم الخط والقلم - خ» يقال إنها لابن مقلة، الاعلام ط ٤/ ٦ / ٢٧٣.
(٣) علي بن هلال، أبو الحسن المعروف بابن البواب: خطاط مشهور، من أهل بغداد. هذب طريقة ابن مقلة وكساها رونقا وبهجة. وفي رثائه قال الشريف المرتضى قصيدته التي مطلعها:
من مثلها كنت تخشى أيها الحذر ... والدهر إن همّ لا يبقي ولا يذر
نسخ القرآن بيده ٦٤ مرة، إحداها بالخط الريحاني لا تزال محفوظة في مكتبة «لا له لي» بالقسطنطينية، توفي سنة ٤٢٣ هـ.
ترجمته في:
وفيات الأعيان ٣/ ٣٠٥ ومفتاح السعادة ١: ٧٧ والبداية والنهاية ١٢: ١٤ ودائرة المعارف الإسلامية ١: ١٠٣ وقيل: وفاته سنة ٤١٣ أو ٤١٠ وديوان الشريف المرتضى ٢: ١٦ والمنتظم ٨: ١٠، الاعلام ط ٤/ ٥ / ٣٠ - ٣١.