أصبح الأعيان من أكذبهم ... (شمخوا مذ حلّق الجدّ بهم،

  غلط الدهر، وكم يبقى الغلط) ... فكثير الرفد ذو شح به

  ينهر السائل عن مطلبه ... عن ظلام البخل في غيهبه

  (أهملوا العرض على علم به، ... ورعوا مما رعى المال فقط)

  إن يكن في الناس شرّ سرّهم ... أظهر اللّه تعالى سرّهم

  وكفى الخلق جميعا شرّهم ... (كسل الأيام عنهم غرّهم،

  ربّما جاء زمان قد نشط) ... سوّد الصّحف وخض في سبّهم

  واطّرحهم واسترح عن قربهم ... إنما أوقعني في سربهم

  (طمع ورّطني في حبّهم، ... ويصاد الطير من حيث لقط)

  غرّني برق خيال بالمنى ... والأماني قبل عنوان العنا

  لا تلم قط فلانا فأنا ... (كنت أرجوهم ثمارا تجتنى،

  فهم اليوم قتاد يخترط) ... هكذا العمر تقضّى وبذا

  قطعوا الأكباد منا فلذا ... غير إنّا قد عرفنا فلذا

  (نسخط الشيء ونرضاه، إذا ... لم نر العتبى على طول السخط)

  وفتاة لي بذات الأبرق ... طوّلت لومي وشبّت حرقي

  قلت خلّي اللوم فيهم وافرقي ... (عجبت إذ صار شغبا منطقي،

  كل ذي حلم إذا ضيم، لغط) ... إن دهري جاهل يرفضني

  لو بدا فضلي له يرفعني ... ولكم من قارض يقرضني

  (وإذا فتشت ما يمرضني ... من ممض الداء قال الحلم: غطّ)⁣^(⁣١)

(١) أصل التخميس في ديوان الشريف الرضي ١/ ٥٩٣ - ٥٩٥.