نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[13] السيد شمس الدين، أبو الحسن، أحمد بن الحسين بن المنصور بالله

صفحة 221 - الجزء 1

  العرب، وكان عند قيصر رجل من بني أسد اسمه الطمّاح فخاف أن يستأصل قومه بجيش الروم فتوصّل حتى اجتمع بقيصر وقال: أيها الملك إن امرئ القيس رجل عاهر شاعر وإنه زعم أن ابنتك كانت تواصله وهو قائل فيها الأشعار، إن وصل إلى بلاده فيفضحك، فبعث إليه قيصر بحلّة مسمومة زعم إنها من ملابسه وكتب إليه أنه أراد تشريفه بها وأنه يلبسها، فلما وصلت إليه لبسها فتناثر لحمه، وقال وهو يجود بنفسه:

  لقد طمح الطمّاح من بعد أرضه ... ليلبسني من دائه ما تلبّسا

  ومن شعره وهو وافد إلى الروم يخاطب رفيقه:

  بكى صاحبي لما رأى الدرب دوننا ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا

  فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

  صاحب امرئ القيس المذكور وهو عمرو بن قمئة⁣(⁣١)، وكان خراش بن إسماعيل يقول: أن أولية بكر بن وائل كانوا يحلفون إن عامة شعر امرؤ القيس لعمرو بن قمئة وأنه كان يصحب امرئ القيس فغلب على شعره.

  وحكى أبو عبيدة، معمر بن المثنى قال: كان امرؤ القيس بن حام الكلبي يصحب امرئ القيس بن حجر الكندي وقد أجمع أهل العلم بالشعر على أنه أول من بكى الديار، وآثر الآثار، أعني ابن حجر، وإذا تصفحت شعره استدللت على بطلان هذا الإجماع، ألا ترى إلى قوله:

  عوجا على الطلل المحيل لعلّنا ... نبكي الديار كما بكى ابن حمام

  وقال ابن الكلبي: إذا سئل علماء كلب عما وصف به ابن حمام، الديار


(١) عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك الثعلبي البكري الوائلي النزاري: شاعر جاهلي مقدم.

ولد نحو ١٨٠ ق. هـ نشأ يتيما، وأقام في الحيرة مدة، وصحب حجرا (أبا امرئ القيس الشاعر) وخرج مع امرئ القيس في توجهه إلى قيصر، فمات في الطريق سنة ٨٥ ق. هـ، فكان يقال له «الضائع» وكان واسع الخيال في شعره، له «ديوان شعر - ط».

ترجمته في:

الأغاني ١٨/ ٤٣، ١ - ١٥٠ والآمدي ١٦٨، والشعر والشعراء ١٤١، واللباب ٢: ٦٨، وابن سلام ٣٧، والمرزباني ٢٠٠، والبغدادي ٢: ٢٤٩، والتبريزي ٣: ٨٠، ومعجم المطبوعات ٢١٩، الاعلام ط ٤/ ٥ / ٨٣.