نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[13] السيد شمس الدين، أبو الحسن، أحمد بن الحسين بن المنصور بالله

صفحة 220 - الجزء 1

  ولما خرج القاضي عبد الوهاب من بغداد قاصدا مصر، اجتاز بمدينة المعرّة وبها أبو العلاء المعري، فأضافه، وأقام القاضي عنده أياما، وأشار أبو العلاء إلى ذلك في أبيات رائية جاء منها:

  والمالكيّ ابن نصر زار في سفر ... بلادنا فحمدنا النأي والسّفرا

  إذا تحدّث أحيى مالكا جدلا ... وينشر الملك الضلّيل إن شعرا⁣(⁣١)

  * * *

  الملك الضليل: امرؤ القيس، سمّته العرب الضلّيل لأنه مات في الغربة ببلاد الروم منفردا، ومن معاني الضلال: الانفراد.

  وذكر الإمام الفاضل الشيخ بهاء الدين العاملي⁣(⁣٢) في «شرح الأربعينية» التي خرّجها من حديث أهل البيت $ في تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى}⁣(⁣٣) أي منفردا بالحنيفية فأرشدك للدعاء إليها، أو فهدى بك، لأن القول بعصمة الأنبياء والأئمة من الكبيرة والصغيرة في مذهب الشيعة مشهور.

  وكان من خبر امرئ القيس: إن أباه حجرا كان ملكا على بني أسد بن خزيمة فقتلوه، وكان حجر قد طرد امرئ القيس لشغله بالخمر والتغزّل فبلغه خبر قتله وهو يشرب وبيده كأس فشربها وقال: طردني صغيرا وحملني دمه كبيرا، لأصحوا اليوم ولأسكر غدا، ولما أفاق حلف أن لا يمسّ الماء رأسه من جنابة حتى يأخذ بثأره، فأكثر غزوهم وقال في ذلك:

  واللّه لا يذهب شيخي باطلا ... حتى أبيد مالكا وكاهلا

  ألقائلين الملك الحلاحلا ... خير معدّ حسبا ونائلا

  ثم عزم على قصد قيصر يستنجده عليهم فأنجده بجيش فسار يؤم بلاد


(١) الوفيات ٣/ ٢٢٠.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٤٥.

(٣) سورة الضحى: الآية ٧.