[14] السيد شمس الدين، أبو محمد، أحمد بن الحسن
  اثنان، الذي أحسن في ترصيع يتايم الشعر وتزيينهن صنعا، ووشّى برود القريض فأرانا برود صنعاء.
  وأخذ العلم عن القاضي عبد الرحمن الحيمي المحدّث، ورأيت في كتابه «ترويح المشوق»(١) أنه أجاز له رواية أمهات الحديث الست من طريق شيخ القاضي محمد بن غلاب المكّي، والأمهات الست عند العامة صحيحا البخاري ومسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود ومسند الإمام أحمد بن حنبل والمستدرك على الصحيحين. وذكر أنه أجاز له شرح الرضي الغروي على الكافية في النحو.
  وكان القاضي عبد الرحمن أشعري المعتقد على مذهب أهل الحديث، وحبسه الإمام المؤيد باللّه لذلك، وكان لتلميذه المذكور مذهب يقاربه.
  وذكر في كتابه المذكور: أنه رأى رسول اللّه ÷ في المنام ثلاث مرات، ورأى كأنه سأله عمّا تقوله الشيعة من تقديم علي # ففهم من جوابه أنه لا معنى لذلك، وإنّما أجرينا ذكره هنا مجرى صالحية الزيدية لأنه معدود منهم، وقد ذكره بعض مؤلفيهم في كتابه.
  وذكر الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري في الرسالة:
  سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت الحسن الساوي يقول:
  سمعت ابن الأعرابي يقول: بلغني أن سفيان الثوري قال: أعزّ الخلق خمسة أنفس: عالم زاهد، وفقيه صوفي، وغني متواضع، وفقير شاكر، وشريف سنيّ(٢).
  وذكر العلماء: أنّ من رأى النبي ÷ وخيّل له أنه أمره بما يخالف شريعته فإنه يحرم عليه العمل بما رأى، لأنه ربّما أنسي أو لم يتحقق الأمر.
  وأئمة التعبير شرطوا شروطا في صحة التعبير منها: أن لا يكون ما رآه في نفسه فإن كثيرا ما يجول الشيء في الخاطر فتخيله المخيّلة في المنام، فقد حكي:
  إن بعض الملوك كانت له درّة يتيمة لم ير أحسن منها، فاحتال بعض ندمائه في أخذها، فجاء إلى الملك فقال: أتاني آت في المنام وقال: إذهب إلى الملك وقل له: يعطيك الدرّة بآية أني آتيه في الليلة الآتية وإن لم يفعل انفتق عليه في
(١) تمام اسمه في البدر الطالع ١/ ٤٥: «في تلويح البروق»، نسخة منه بخط علي بن محمد الأنسي، قياسها ٣٤ ... ٢٤ سم ٣١٦ ص، محفوظة في مصلحة الآثار العامة بصنعاء - اليمن.
(٢) الرسالة القشيرية ١/ ٣٤٣ - ٣٤٤.