نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[14] السيد شمس الدين، أبو محمد، أحمد بن الحسن

صفحة 227 - الجزء 1

  الأبيض يعملها في يديه ورجليه، وكان يتولّى خزائن الكسوات، ولا يدخل على بسط السلاطين ولا بسط الخليفة الحافظ لدين اللّه إذا دخل مجلسه إلّا بالخرائط في رجليه، ولا يأخذ أحد مرقعة إلا وفي يده خريطة يظن أن من لمسه نجسّه، وسوسة منه، ثم أن اتفق أنه صافح أحدا أو يمسك رقعة بيده من غير خريطة لا يمسّ ثوبه ولا بدنه حتى يغسلها، فإن مسّ ثوبه غسل الثوب، وكان الأستاذون يعبثون به ويرمون في بساط الخليفة الحافظ العنب، فإذا مشى عليه وانفجر ووصل ماؤه إلى رجليه سبّهم وجرد، فيضحك الخليفة ولا يؤاخذه.

  واتفق أن الوزير رضوان بن ولحشي عمل مرة دواة مرصّعة وحلّاها بألف دينار، فدخل عليه شهاب الدولة درّي الصغير المذكور وقد أحضرت الدواة المذكورة فقال له: يا مولانا أحسن ما مدّ من هذه الدواة ووقع على هذه فيكون زكاتها إذ للّه فيها رضى ولرسوله، وناوله رقعة الشريف القاضي سناء الملك أسعد الجواني النحوي يطلب فيها راتبا لابنه الشريف أبي عبد اللّه محمد في الشهر ثلاثة دنانير فوقّع عليها، فلما كان في الليل رأى في نومه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه في الجنة وهو يقول: جزاك اللّه خيرا على فعلك اليوم⁣(⁣١).

  وقال أشعب لأمّه يوما: إني رأيت في المنام إنك مطليّة بعسل، وأنا مطلي بعذرة، فقالت له: يا فاسق هذا عملك الخبيث أراكه اللّه في النوم، قال لها: فإن في الرؤيا زيادة، قالت: وما هي؟ قال: رأيت أني ألعقك وأنت تلعقيني، قالت:

  عليك لعنة اللّه يا فاسق.

  قلت: ورؤيا المذكور من هذا الطراز الأخير.

  * * *

  وكتابه «ترويح المشوق» لا بأس به، وذكر فيه جماعة كاتبهم وهم: القاضي محمد بن إبراهيم السحولي - الآتي ذكره⁣(⁣٢) -، والخواجة محمد بن لطف اللّه الشيرازي، والسيد أحمد بن محمد الأنسي⁣(⁣٣)، واستطرد فيه أشعار جماعة، وهو


(١) الخطط المقريزية.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٤٦.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ٢٢.