[14] السيد شمس الدين، أبو محمد، أحمد بن الحسن
  وفي لحاظك خمر قد سكرت به ... والحكم للّه أنشاني وأنشاك
  خذي بيمناك قلبي فانظري ولهي ... وأين قلبي فتشفيه بيمناك
  أهيم بالبدر والنجم اللذين هما ... في مذهبي وجهك الباهي وقرطاك
  وإن مررت بقصر أنت فيه، هوى ... قلبي لتقبيل ركن فيه مأواك
  أنا اللّديغ بصدغيك اللذين هما ... قد عقربا وشفا دائي ثناياك
  بكيت دمعا نقيّا فاستحال دما ... فهل عقودك دمعي ذا وخدّاك
  يا أخت شمس الضحى هل ترحمين فتى ... قد رقّ كل الورى عليه إلّاك
  أدعو عليك وقلبي لا يطاوعني ... هناك حسنك موليه وأبقاك
  وأحسد القلب والديباج حيث هما ... قد حجّباك على رغمي وضمّاك
  وبالعصائب إذ يحلو الجبين بها ... ذهاب قلبي من شوق وحاشاك
  إن كان ريقك ممنوع على كبدي ... فشبهيني بكأس أو بمسواك
  وهي طويلة والقصد التنبيه، قول السيد شمس الدين في قصيدته:
  لولاك ما سفحت عيني العقيق ولا ... لثمت ثغر عذولي حين سمّاك
  استعمله على صفة التضمين من قول ابن نباتة(١) مطلع قصيدة:
  لثمت ثغر عذولي حين سمّاك ... فلذّ حتى كأني لاثم فاك(٢)
  وكان الواجب التنبيه، لأن هذه القصيدة النباتية لم تشتهر، وزاد مسخا لأن النباتية مكسورة، وأمّا ابن نباتة في لثم ثغر العذوب قبّحه اللّه، فربما كان أبخر شديد قبح الفم وملحبر(٣).
  وكانت وفاة السيد أحمد بن الحسن بصنعاء في حدود الثمانين بعد الألف.
  وقال القاضي شمس الدين الحسن بن علي بن جابر الهبل(٤) يرثيه(٥):
(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.
(٢) كاملة في ديوان ابن نباته المصري. ٣٦٠ - ٣٦١.
(٣) كذا في الأصل.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ٤٦.
(٥) قال الهبل وقد وقف على قبره في مقبرة «خزيمة» جنوب «صنعاء»: وفي البيتين تلميح إلى الصحابي الجليل «خزيمة بن ثابت» ذي الشهادتين الذي قبل رسول اللّه ÷ شهادته بقول: «ومن شهد له خزيمة فهو حسبه». أنظر: هامش نسخة ب، ديوان الهبل ٥٢٠.