[14] السيد شمس الدين، أبو محمد، أحمد بن الحسن
  ما يريد أمير المؤمنين، قال. فانصرف في حفظ اللّه، فانصرفت ولم أدر ما جرى بعد(١).
  * * *
  وحكى أبو الفرج: إن أشعب بن جبير(٢) المشهور بالطمع، دخلت عليه عجوز عاينة(٣) كانت في المدينة وهو في السياق(٤)، فقال لها: يا فلانة إن كنت استحسنت شيئا مما أنا فيه فصلّي على النبي #، فقالت: وأيّ شيء أنت فيه مما يستحسن!، قال: ربما تستحسنين خفّة الموت عليّ وسهولة النزع فيشتد الأمر، وخرجت وهي تسبّه، فضحك من حضر من كلامه، ثم مات من حينه ¦(٥).
  * * *
  رجع، ولي في وزن قصيدة الرضي ورويّها:
  مليحة الوجه من بالظلم أفتاك ... ومن بهجر الذي يهواك أغراك
  حليت بالدّر وجها قد حليت به ... تبارك اللّه ما أبهى وأحلاك
  سكنت قلبي وفيه النار من ولهي ... وقد رضيت بذا إن كان أرضاك
  وصوت حجلك أولاني الجنون به ... فليت ساقك قلبي فيه حجلاك
(١) الأغاني ٤/ ١٢٣ - ١٢٤.
(٢) أشعب بن جبير، المعروف بالطامع، ويقال له ابن أم حميدة. ويكنى أبا العلاء وأبا القاسم:
ظريف، من أهل المدينة. كان مولى لعبد اللّه بن الزبير. تأدب وروى الحديث، وكان يجيد الغناء، يضرب المثل بطمعه. وأخباره كثيرة متفرقة في كتب الأدب. عاش عمرا طويلا، قيل:
أدرك زمن عثمان وسكن المدينة في أيامه. وقدم بغداد في أيام المنصور العباسي، وتوفي بالمدينة سنة ١٥٤ هـ.
ترجمته في:
تهذيب ابن عساكر ٣: ٧٥، وفوات الوفيات ١/ ٣٧، وثمار القلوب ١١٨، وميزان الاعتدال ١:
١٢٠ ولسان الميزان ١/ ٤٥٠ ثم ٤/ ١٢٦، والنويري ٤: ٣٤، وتاريخ بغداد ٧/ ٣٧، الاعلام ط ٤/ ١ / ٣٣٢.
(٣) عاينة: شديدة العين والحسد.
(٤) في الأغاني: «الموت».
(٥) الأغاني ١٩/ ١٩٠.