نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[15] أحمد بن الحسين الرقيحي بن عبد الله

صفحة 240 - الجزء 1

  كمواصلة الأحباب، ترتشف لتنوب عن الرضاب، وبلغني حسن نغمته، واهتزاز العاطف عند زنته، وهو مطبوع فصيح ظريف، وإذا كان الشاب الظريف فهو العفيف بن العفيف.

  أنشدني من شعره عدة مقاطيع فمنها:

  ولما اعتنقنا سال دمعي بخده ... وأبديت من سكر الصبابة ما أخفي

  وقال عذولي: دع هواه فقد بدا ... سواد على خدّيه من موضع القطف

  فقلت له: مهلا فتلك مدامعي ... سحّت وآثار الصباغة في كفّي⁣(⁣١)

  وأنشدني له أيضا:

  أرشفني من لمى لسان ... وقال من لطفه لصالي

  هل أنت مستشهد بشعر؟ ... فقلت: هذا لسان حالي⁣(⁣٢)

  أحد معنيي الحالي بمعنى الحلو غير مسموع من لغة العرب، إنما يقال حلو لا غير، وجيد حال من الحلية إن كان أراد التورية، وإذا أراد استعماله لم يكن إلّا إيهاما فقط لما شاع من استعمال العامة إيّاه بمعنى الحلو.

  وأنشدني له في شخص يدعى الديك يحب شخصا يدعى بالشقرى:

  قل للفتى الديك من قد هام في رشأ ... يفوق ريم التقى بالدلّ والحور

  ما أنت أوّل من قاسى الهوى وصبا ... ولا بأول ديك هام بالشقر⁣(⁣٣)

  هذا المقطوع كما قال الجاحظ⁣(⁣٤) في طردية أبي العتاهية بما لا يقوى


(١) نشر العرف ١/ ١٢٦، أعيان الشيعة ٥٤/ ٢٧.

(٢) نشر العرف ١/ ١٢٨، أعيان الشيعة ٥٤/ ٢٧.

(٣) نشر العرف ١/ ١٢٨، أعيان الشيعة ٥٤/ ٢٧.

(٤) عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ: كبير أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة. مولده سنة ١٦٣ هـ، ووفاته سنة ٢٠٥ هـ في البصرة، فلج في آخر عمره. وكان مشوه الخلقة. ومات والكتاب على صدره. قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه. له تصانيف كثيرة، منها «الحيوان - ط» أربعة مجلدات، و «البيان والتبيين - ط» وغيرهما. ولأبي حيان التوحيدي كتاب في أخباره سماه «تقريظ الجاحظ» اطلع عليه ياقوت.

وجمع محمد جبار المعيبد، ما ظفر به متفرقا من شعره، في «رسالة - ط» كما في أخبار التراث، ولشفيق جبري «الجاحظ معلم العقل والأدب - ط»، ولحسن السندوبي «أدب الجاحظ - ط» ولفؤاد أفرام البستاني «الجاحظ - ط»، ومثله لحنا الفاخوري، =