[17] الخليفة الناصر لدين الله، أبو العباس
  وإذ جميلة توليني الجميل وعن ... د الغانيات وراء الحسن إحسان
  ولي إلى البان من رمل الحمى طرب ... فاليوم لا الرّمل يصبيني ولا البان
  وما عسا يدرك المشتاق من وطر ... إذا بكى الرّبع والأحباب قد بانوا
  كانوا معاني المغاني والمنازل أم ... وات إذا لم يكن فيهنّ سكّان
  للّه كم قمرت قلبي بجوّك أق ... مار وكم غازلتني فيك غزلان
  وليلة بات يجلو الرّاح من يده ... فيها أغنّ خفيف الرّوح جذلان
  خال من الهمّ في خلخاله حرج ... فقلبه فارغ والقلب ملآن
  يذكي الجوى بارد من ثغره شبم ... ويوقظ الوجد طرف منه وسنان
  إن يمس ريّان من ماء الشّباب فلي ... قلب إلى ريقه المعسول ظمآن
  بين السّيوف وعينيه مشاركة ... من أجلها قيل للأغماد أجفان
  فكيف أصحو غراما أو أفيق هوى ... وقدّه ثمل الأعطاف نشوان
  أفديه من غادر بالعهد غادرني ... صدوده ودموعي فيه غدران
  في خدّه وثناياه ومقلته ... وفي عذاريه للمحبوب بستان
  شقائق وأقاح نبته خضل ... ونرجس عبق غضّ وريحان
  ما زال يمزج كاسي من مراشفه ... بقهوة أنا منها الدّهر سكران
  واللّيل ترمقني شزرا كواكبه ... كأنّه من دنوّي منه غيران
  حتّى توالت تؤمّ الغرب جانحة ... منها إليه زرافات ووحدان
  كأنّها نقد بالدّوّ نفّرها ... لمّا بدا ذنب السّرحان سرحان
  أو فلّ جيش على الأعقاب منهزم ... مالت بأيديهم للطّعن خرصان
  فقام يسحب بردا ضوّعت عبقا ... وجه الثّرى منه أذيال وأردان
  شوط من العمر أنضيت الشّبيبة في ... ميدانه فرحا والعمر ميدان
  أيّام شرخ شبابي روضة أنف ... ما ريع منه بوخط الشّيب ريعان
  تقرّبي عين ندماني فها أنا قد ... أمسيت ما لي غير الهمّ ندمان
  فليت شعري أراض من كلفت به ... أم معرض هو عنّي اليوم غضبان
  من بعد ما صرت في حبّي له مثلا ... فشأن وجدي به في النّاس إعلان
  وبات من غزلي فيه ومدح أمي ... ر المؤمنين أبي العبّاس ديوان
  النّاصر الدّين والحامي حماه ومن ... دانت له الثّقلان: الإنس والجان
  فللرّعيّة عين منه كالئة ... وللخلافة عزم منه يقظان
  خليفة طاعة الرّحمن طاعته ... حقّا وعصيانه للّه عصيان