[18] ومن الخلفاء المتشيعين ممن يذكر في هذا
  طالب #، وأمر بالنداء: برئت الذمّة ممّن ذكر معاوية بخير أو ترحم عليه، وأمر بإنشاء رسالة في معايبه ومساويه قرئت ببغداد على المنابر - وقد سردها العزيز بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة - وأراد أن يكتب بها إلى أطراف المملكة فأشار عليه الوزير أن لا يفعل، وقال: نخشى أن تحترك العامة، فقال المعتضد: إن احتركوا وضعت فيهم السيف، قال: فكيف بالعلويين الذين ثاروا في الأطراف؟
  فإذا سمع الناس بذلك من مناقب أهل البيت كانوا أميل إليهم فثناه عن ذلك، واقتصر على النداء المذكور(١).
  ومن شعر المعتضد يرثي جارية له:
  يا حبيبا لم يكد يعد ... له عندي حبيب
  ليس لي بعدك في ... شيء من اللهو نصيب
  أنت عن عيني بعيد ... ومن القلب قريب
  لك من قلبي على قل ... بي وإن غبت رقيب
  لو تراني كيف حالي ... بي نحول ونحيب
  وفؤادي حشوه من ... حرق البعد لهيب
  لتيّقنت بأني فيك ... محزون كئيب(٢)
  وحكى أبو بكر العلّاف الضرير النّهروانيّ(٣)، الشاعر المشهور قال: بتنا ليلة في دار الخلافة أيام المعتضد، فلما نمنا وهدأت العيون، سمعنا فتح الأقفال والأبواب، فدخل علينا خادم، فقال: أمير المؤمنين يقول لكم أرقت الليلة فعملت بيتا وهو:
(١) أنظر: شرح نهج البلاغة ١٥/ ١٧١ - ١٧٢.
(٢) مختصر التاريخ ١٦٦.
(٣) الحسن بن علي بن أحمد النهرواني، أبو بكر، ابن العلاف: شاعر ولد سنة ٢١٨ هـ وعاش في بغداد، ونادم بعض الخلفاء، وكف بصره، وهو صاحب القصيدة في رثاء الهر:
«يا هرّ فارقتنا ولم تعد»
وقيل أنه أراد رثاء عبد اللّه بن المعتز وخشي من الخليفة المقتدر، فجعلها في الهر، توفي سنة ٣١٨ هـ.
ترجمته في:
وفيات الأعيان ١: ١٣٨ وغاية النهاية ١: ٢٢٢ وسير النبلاء - خ - الطبقة الثامنة عشرة. وتاريخ بغداد ٧: ٣٧٩ ونكت الهميان ١٣٩، الاعلام ط ٤/ ٢ / ٢٠١.