نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[18] ومن الخلفاء المتشيعين ممن يذكر في هذا

صفحة 265 - الجزء 1

  ثم قال: أنشد في بقيّة الأبيات، فأنشدته:

  ويلي على من أطار النوم فامتنعا ... وزاد قلبي على أوجاعه وجعا

  كأنّما الشمس من أوجانه بزغت ... حسنا أو البدر من أزراره طلعا

  مستقبل بالذي يهوى وإن كثرت ... منه الإساءة معذور بما صنعا

  وذكر المسعودي في مروج الذهب: له في الجناة غرائب عقوبات لم يسمع بمثلها، وتزوّج قطر الندى بنت الأمير أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون ملك مصر وجهّزها أبوها إليه بجهاز لم يسمع بمثله، حتى إنه كان فيما جهّزها به ألف هاون من ذهب، فما الظنّ بغيره. وتولّى نقلها إلى بغداد أبو عبد اللّه الحسين بن الجصّاص الجوهري التاجر، الشهير بكثرة الأموال، أنفذه المعتضد من بغداذ لينقلها إليه، ويقال أن أصل ماله مما كسب من جهازها، فإنه كان أمرا عظيما⁣(⁣١).

  وذكر المقريزي في الخطط: إن خمارويه لما نقلها من قصره لتسافر إلى بغداد صحبة أبي عبد اللّه قال له عند الوداع: هل بقي شيء من الجهاز، فنظر في الدفاتر فقال: لم يبق إلّا اليسير، وهي تكك، فأرسل في الحال إلى السوق فاشتريت ألف تكة أرمنية مذهّبة حرير فاخرة، فكان ثمن المبلغ عشرة آلاف دينار، فجعلت في الجهاز⁣(⁣٢).

  وإنما ذكر المقريزي هذا في عرض ذكر عمارة مصر في أيام الطولونية حيث وجد في سوقها مثل هذا المطلب في ساعة واحدة، وكان ثمن التكة عشرة دنانير.

  وكانت خلافة المعتضد تسع سنين وتسعة أشهر ونصف، وتغيّر مزاجه لإفراط الجماع، ومات يوم الاثنين لست، وقيل لثمان بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين ومائتين، ودفن في الحجرة الرخام، ¦.

  وقال المسعودي: شكّوا في موت المعتضد، فتقدم الطبيب فجسّ نبضه، ففتح عينيه، ورفس الطبيب برجله فدحاه أذرعا فمات الطبيب، ثم مات المعتضد من ساعته⁣(⁣٣).


(١) مروج الذهب ٤/ ٢٣٣ - ٢٣٤، باختصار.

(٢) الخطط المقريزية ٢/ ١٠٠.

(٣) مروج الذهب ٤/ ٢٧٤.