نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[19] أبو العلاء، أحمد بن عبد الله بن سليمان

صفحة 267 - الجزء 1

  ولد يوم الجمعة عند مغيب الشمس لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بالمعرّة، وعمي بالجدري غشى يمنى عينيه بياض، وذهب باليسرى جملة.

  وقال الحافظ السلفي: أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن الوليد بن غريب الإيادي: أنه دخل مع عمّه على أبي العلاء يزوره، فرآه قاعدا على سجادة له وهو شيخ قال: فدعاني ومسح على رأسي وكنت صبيّا، وكأني أنظر إليه الساعة وإلى عينيه، إحداهما نادرة، والأخرى غائرة جدّا، وهو مجدّر الوجه، نحيف الجسم.

  ولما فرغ من شرح ديوان أبي الطيب المسمّى ب «اللامع الغريزي»⁣(⁣١) وقرأ عليه، أخذ الجماعة في وصفه بالثناء فقال لهم: كأنّما أنظر إلى المتنبي بظهر الغيب إذ يقول:

  أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم

  ومن مؤلفاته: «ذكرى الحبيب» وهو مختصر ديوان أبي تمّام⁣(⁣٢)، وشرح ديوان البحتري وسمّاه «عبث الوليد» وتكلّم على غريب أشعارهم ومعانيها ومآخذهم من غيرهم، وما أخذه عليهم، والانتصار لهم، والنقد في البعض عليهم⁣(⁣٣).

  قال القاضي الأديب المؤرخ العلامة شهاب الدين أحمد بن خلكان في تأريخه: وكان أبوه فاضلا، وعليه قرأ ولده أبو العلاء علم النجوم واللغة بالمعرة، وقرأ على محمد بن عبد اللّه بحلب، وله مصنفات مشهورة يطول ذكرها، ومن أفضلها: كتاب «الهمزة والردف» ويسمى أيضا «الأيك والغصون» يقارب مائة جزء.

  قال: وحكى من وقف على المجلد بعد المائة منه وقال: لا أعلم ما كان يعوزه بعد هذا المجلد، وله ديوان سماه: «سقط الزند» وسمّى شرحه عليه «ضوء السقط»، وسمى أيضا شرح ديوان المتنبي «معجز أحمد».


(١) في وفيات الأعيان: «العزيزي».

(٢) في هامش ب: «وهو شرح ديوان أبي تمام لا مختصره، وهو مشهور، وكيف يخفى على المؤلف مع دعواه الطويلة».

(٣) وفيات الأعيان ١/ ١١٣ - ١١٤.