[19] أبو العلاء، أحمد بن عبد الله بن سليمان
  واصلينا ولو بطيف السهاد ... إن أذنتي بأن يلم رقادي
  واذكرينا فإننا مذ نأينا ... ما مللنا ذكراك في كل نادي
  واسألي نسمة الصبا عن هوانا ... إن عند الصبا حديث الفؤاد
  والحمامات فاسأليها على ما ... صدحت فوق فرعها الميّاد؟
  ولماذا المجن حجلك إلّا ... رحمة للمصدّق الميعاد؟
  لست أنسى من الرضا اعتباقي ... ليلة الوصل في ذهول الأعادي
  وجبينا كأنه من لجين ... قد طلى بالنظار لا بالجياد
  بين صدغين أطلعاه هلالا ... وشروق الهلال جنح السواد
  وثنايا لولا العذوبة فيها ... خلتها سمط لؤلؤ النضاد
  فبعيش أيام وصلك عودي ... وأقلّي تردد العوّاد
  وطروق الخيال لو ذقت نوما ... غير مجد في ملّتي واعتقادي
  ما ثنا عنك أو مديح ابن زيد ... (نوح باك ولا ترنم شادي)
  سرّ لما نشا المعالي أضعا ... ف سرور في ساعة الميلاد
  فتراه والوفد تترى إليه ... (ضاحكا من تزاحم الأضداد)
  لم يكن مثل حمله وحجاه ... في قديم العصور والآباد
  بأسه أو نداه كم قد أبادا ... من قتيل وآنسا من بلاد
  كل ضدّ له وإن عزّ قدرا ... من لقاء الردّى على ميعاد
  شاد لي فكرة من النظم والمن ... ثور ما لم يشده شعر زياد
  أدرك الحاسديه في الجدّ و ... الفضل هوان الآباء والأجداد
  باذلا للنضار والفضة البيضا ... ء بذلا يغيض دمع الفؤاد
  هل ترى ظنّه بأن أديم ... الأرض إلّا من هذه الأجساد
  هاكها بنت ليلة زفّ منها ... غادة الحسن والكمال ودادي
  وابق في نعمة تزيد المعالي ... بهجة مثل مجدك الوقاد
  ونقل معانيها مع تمكّنها من الرثاء إلى الغزل والمديح لا يخفى حسنه. وفي قولي: «هوان الآباء والأجداد» تورية مطبوعة، لأن المعري أراد به جدّ النسب، ويصلح هنا للمعنيين.
  ومما يؤثر من ذكاء أبي العلاء أن الشعراء كانوا يعرضون عليه أشعارهم،