[19] أبو العلاء، أحمد بن عبد الله بن سليمان
  فوفد عليه مرّة أبو نصر أحمد بن يوسف المنازي(١) ومعه جماعة فأنشدوه وأنشده المنازي أبياته في وصف وادي بزاغا:
  وقانا لفحة الرّمضاء واد ... وقاه مضاعف الغيث العميم
  نزلنا دوحة فحنا علينا ... حنوّ المرضعات على الفطيم
  وأرشفنا على ظمأ زلالا ... ألذّ من الندامة للنديم(٢)
  يصدّ الشمس أنّى واجهتنا ... فيحجبها ويأذن للنّسيم
  تروع خصاه حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النّظيم(٣)
  فقال له أبو العلاء: أنت أشعر من بالشام، ثم غاب المنازي بالعراق والجزيرة مدّة واستوزره صاحب ميافارقين أبو نصر الكردي(٤) وعاد إلى الشام بعد عشرين سنة فدخل على المعري مع جماعة من الشعراء، فأنشدوه، وأنشده المنازي:
  لقد عرض الحمام لنا بسلع ... إذا أصغى له ركب ألاحا
  شجى قلب الخليّ فقال غنّى ... وبرّح بالشجيّ فقال ناحا
  فقال أبو العلاء: ومن بالعراق أيضا، فعجب الناس من عطفه بعد هذه المدة الطويلة وحفظه لما قاله أولا.
  قلت: وقد استعمل معنى بيت المنازي في داليته المذكورة بقوله:
  أبكت تلكم الحمامة أم غنّ ... ت على فرع غصنها الميّاد
(١) مرّت ترجمته في هامش سابق.
(٢) في الوفيات: «المدامة».
(٣) وفيات الأعيان ١/ ١٤٣ - ١٤٤.
(٤) أحمد بن مروان بن دوستك: صاحب ديار بكر وميافارقين. كردي الأصل. يلقب بالملك نصر الدولة، ولد سنة ٣٦٧ هـ. وتملك بعد مقتل أخيه منصور سنة ٤٠١ هـ، واستمر في الملك ٥١ سنة، وكان مسعودا عالي الهمة حازما عادلا، محافظا على الطاعات، مع إقباله على اللهو.
وكانت له ٣٦٠ سرية. استوزر أبا القاسم المغربي، الأديب، مرتين، وفخر الدولة ابن جهير.
ومات بميافارقين سنة ٤٥٣ هـ.
ترجمته في:
سير النبلاء - خ - الطبقة الرابعة والعشرون. والنجوم الزاهرة ٥: ٦٩، والاعلام ط ٤/ ١ / ٢٥٦ - ٢٥٧.