[20] القاضي الرشيد، أبو الحسين، أحمد بن
  وقول الشريف ابن طباطبا(١) وإن كان من قول ابن حجّاج ونقله إلى الفجر:
  أرى الليل يمضي والنجوم كأنها ... عيون الندامى حين مالت إلى الغمض
  وقد لاح فجر يغمر الأفق نوره ... كما انفجرت بالماء عين على الأرض
  وزاد من نهر المجرة حببا فقال:
  كأن السماء اللازورديّ مطرف ... وأنجمها فيه اللئالي من الذهب
  وقد اطردت فيه المجرّة جدولا ... فلاح عليها من كواكبها حبب
  كأن سواد الليل زنج بدا لهم ... من الصبح ترك فاستمالوا إلى الهرب
  وعلى ذكر الزنج، ذكرت قولي من قصيدة أجبت بها السيد أبا الحسن علي ابن إسماعيل بن محمد بن الحسن(٢) ولم يخرج من تشبيه العلويات:
  وبرق إذا أبدى أصابع لمعة ... غدت بين قلبي والتّصبّر أدرع
  تراءى لنا في فحمة الليل مقلقا ... لنومي لنا رمزا بما هو مودع
  يجاذب جلباب الظلام فتارة ... يمزّقه غيظا ويهدو فيرقع
  كأسود يبدو حين يترك طبعه ... ويخفت خوفا للحسام ويخضع
  وقلت أيضا في معنى قول القاضي الرشيد بذكر الحوت والسرطان من قصيدة كتبتها إلى السيد علم الدين القاسم بن المؤيد باللّه(٣) للتهنئة بشهر رمضان:
  فلما وقفنا للوداع وقد وهت ... بسكر الهوى والبين بيض المعاصم
  وقد خلط التبريح دمعي ودمعها ... كما خالط المرجان در المخاتم
  وخلنا العناق الحلو يشفي من الجوى ... ورشف اللئالي من حقاق المباسم
  فما زال حتى انحلّ عقد خمارها ... وعادت سلوك الجيد فوق القوائم
  وصاح حداة العيس قد لألأ السنا ... وحلّ الدجى للفجر سود الأداهم
  ولوح سرحان الصباح فأجفلت ... إلى الغرب خوفا سالما والنعائم
  وغاض لأشراك الغزالة حوتها ... ببحر الصباح المائر المتلاطم
  تراءت كدينار النضار فلم يقم ... على سوقها شهب كلون الدراهم
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٥٢.
(٢) ترجمته في نشر العرف ٢/ ١٩١.
(٣) ترجمته في نشر العرف ٢/ ٣٦٩.