[21] القاضي الخطيب شهاب الدين، أحمد بن
  ولا كشعره الفرقدان، فنظمه ينحس شعر ابن الصائغ وهو الذهب، ويترك شعر ابن لؤلؤ بالجزع حرزا عند سوق الأدب.
  وله مصنفات منها:
  «الأصداف المشحونة باللآليء المكنونة»: شرح أبيات السيد الأديب محمد ابن عبد اللّه - الآتي ذكره(١) - أجاد فيه وأفاد، وهو بسيط بحيث استوفى فيه سير أكثر الأنبياء @ وغيرهم بحسب من ذكرهم في الوسيلة، وقف عليه بشبام سنة إحدى عشرة، واجتمعت أيضا بمؤلفه المذكور فرأيته كما قال ابن هاني في جعفر ابن فلاح الكتامي(٢):
  كانت مساءلة الركبان تخبرني ... عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر
  ثم التقينا فلا واللّه ما سمعت ... أذني بأحسن مما قد رأى بصري
  وذيّل كتاب نسيم الصبا سمّاه «عطر نسيم الصبا»، كما أخبرني القاضي أبو محمد أحمد بن ناصر بن عبد الحق(٣)، وله غير ذلك.
  وهو الخطيب بشبام، ولما رأيته دارت بيني وبينه محاورة وأناشيد عرفت بها فضله، وفيه سمت ووقار ليس لغيره، وكتب إليّ في شهر محرم سنة ثمان ومائة وألف، رسالة يلتمس فيها شيئا من شعر المولى الأخ ضياء الدين زيد بن يحيى(٤) برد مضجعه، وشيئا مما نظمته ليودع ذلك كتابا بلغني أنه في تأليفه هذه الأيام، فأرسلته إليه مع رسالة أولها:
  سلام كالرياض إذا تفشّى ... بلؤلؤ زهرها روح النسيم
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٥٤.
(٢) جعفر بن فلاح الكتامي، أبو علي: أحد قواد المعز العبيدي (صاحب إفريقية) كان شجاعا مظفرا، سيره المعز مع القائد جوهر لافتتاح الديار المصرية، فدخلاها. وبعثه جوهر إلى الشام، فامتلك الرملة (بفلسطين) سنة ٣٥٨ هـ، ثم امتلك دمشق سنة ٣٥٩ هـ. وقتله بها الحسن بن أحمد القرمطي سنة ٣٦٠ هـ.
ترجمته في:
وفيات الأعيان ١/ ٣٦١ - ٣٦٢، والنجوم الزاهرة ٤: ٥٨، ومرآة الجنان ٢: ٣٧٢، وفيه «الكثامي، بضم الكاف وبعدها مثلثة، الذي ولي دمشق للباطنية، وهو أول نائب وليها لبني عبيد» وأنظر اللباب ٢: ٢٨، الاعلام ط ٤/ ٢ / ١٢٦.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ٧٤.