نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[21] القاضي الخطيب شهاب الدين، أحمد بن

صفحة 292 - الجزء 1

  وأنفاس الحبيب لدى محبّ ... شفى بالرشف منه والشميم

  ورنّات الحمام إذا أعادت ... على عيدانها ذكر الحميم

  وكالصهباء من بيضاء ورد ... يعرّف طيبها قلب النديم

  وألطف من عتاب الخلّ حل ... وصوت الموصلي على الرخيم

  على القاضي الذي أهدى إلينا ... شبيه السحر من نظم قويم

  وكاتبنا على رقّ فقمنا ... بفرض الشكر للمولى الكريم

  وقلت العود أحمد فيه مدحا ... حديثا طيبه طيب القديم

  ولو لم يك روضا ما حبانا ... بمنثور بمعناه نظيم

  علمنا أنه كهف المعاني ... بما قد جاء منه في الرقيم

  وشمس كوكبان تغار منه ... ونور الشمس غيظ للنجوم

  أحنّ لنسمة من سرت لي ... حنين البحتري إلى نسيم

  وامحضه المودّة إذ وفا لي ... وفاء الغيث للنبت العميم

  وأسأله السماحة عن قصور ... لأبياتي بمربعه العظيم

  بقيت أخا لعليا فقت فيها ... وجدّ في الفضائل مستقيم

  ورد ورد في نيسان، فحيّا بالبشر وطوى المراحل طي الكتاب، لأنه ذكي طاب، بالشمس في العصر أم عقود حليت لنا في نحر الطروس فحلت وعصمت في الصدر لما من فضل منشئها انتحلت، أم نسمة سحر سرت من كوكبان فهي لا شك نسمة نجد خفقت، إن منشها ليس بهلال محاق بل شمس مجد، وهذا المطرب سجع ذات الأطواق على العذبات، أم سجع الأقلام ذات الغمائم الدهم على بيض الورقات، أقرّ لها بالفضل جاحد، ووحّد ورجع للعرى زمانيا من الأدب إلى التسليم بمعجز أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي القاضي الذي عزل ببلاغته في المنثور عبد الرحيم الملقب بالفاضل⁣(⁣١)، وطيّر رواق ابن الخيمي،


(١) عبد الرحيم بن علي بن السعيد اللخمي، المعروف بالقاضي الفاضل: وزير، من أئمة الكتّاب.

ولد بعسقلان (بفلسطين) سنة ٥٢٩ هـ وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة وتوفي فيها سنة ٥٩٦ هـ. كان من وزراء السلطان صلاح الدين، ومن مقرّبيه، ولم يخدم بعده أحدا، قال بعض مترجميه: «كانت الدولة بأسرها تأتي إلى خدمته» وكان السلطان صلاح الدين يقول: «لا تظنوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم الفاضل!» وكان سريع الخاطر في الإنشاء، كثير الرسائل، وله «ديوان شعر - ط». =