نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[23] القاضي العلامة شمس الدين أبو محمد، أحمد

صفحة 304 - الجزء 1

  وأنشدني أيضا ¦:

  لا لا أميل إلى ما رقّ من غزل ... ولا إلى أهيف كالبدر في الحلل

  ولا إلى غادة كالشمس طلعتها ... والغصن قامتها مسحورة المقل

  ولا إلى خمرة من كف ذي هيف ... مخلوقة قبل خلق السهل والجبل

  من ذا ومن هذا وذا أبدا ... حب الإمام أمير المؤمنين علي

  حسبي بحبّي له فخرا علوت به ... حتى تحاشيت أن أمشي على زحل

  أذكرني قوله: «مخلوقة قبل خلق السهل والجبل» قول الشيخ سراج الدين عمر بن علي الفارض في ميميته:

  شربنا على ذكر الحبيب مدامة ... سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم

  فالظاهر محال، لأن الخمرة من الكرمة، لكنه أراد اصطلاح أهل الحقيقة في المسكر بحب اللّه تعالى، وأبو نؤاس لم يرد إلّا القدم بقوله:

  واسقني البكر التي اعتجرت ... بخمار الشيب في الرحم

  لأن الشيب إنما يعرض لمن طالت مدّته، فهذه إذا طالت إقامتها في الرحم حتى شابت فما الظن بها بعد الخروج منه وتعاقب الليل والنهار بقمره وشمسه. وقيل اختلف أهل الأدب فيما عناه أبو نؤاس بحضرة هارون الرشيد، فأشار الأصمعي بسؤال أبي نؤاس عن إرادته فهو أعلم، فسئل فقال: أردت إن الكرم أول ما يخرج الزرجون يكون عليه بياض فلمحت إليه، وذكر الأطباء أنه لا يجوز استعمال الخمرة لمستحلها إلّا لمدّة أقّلها أن يمضي عليها بعد العصر أربعون يوما، وإلّا أرخت المعدة وولّدت الرياح إلى القولنج وموت الفجأة وملأت الرأس بخارا، وأحسن ما عتقت ثمان سنين، وأكثره ثمانون سنة وما بينهما الحالة الوسطى، ولاستعمالها شروط ذكرت، وما أحسن قول أبي بكر الخوارزمي⁣(⁣١):

  وصفراء كالدينار، بنت ثلاثة: ... ثمال وأنهار ودهر محرم

  مسرة محزون وعذر معربد ... وكنز مجوسيّ وفتنة مسلم

  ممات لأحياء، حياة لميّت، ... وعدم لمن أثرى، وثروة معدم


(١) ترجمه المؤلف برقم ١٥٨.