[23] القاضي العلامة شمس الدين أبو محمد، أحمد
  وقلت في قصيدة:
  وعاتقة من الحانات زفّت ... لها في دنّها العمر الطبيعي
  وهي مائة وعشرون سنة.
  ومن شعر القاضي أبي محمد ¥:
  يعدّون حبّي للوصي وآله ... ذنوبا عليها أكثروا اللوم والعذلا
  رضيت به دينا، رضيت به هدى، ... رضيت به نهجا، رضيت به عدلا
  وله في هذه المادة:
  خذوا بيدي يا آل أحمد إنني ... جعلت فؤادي في الوداد لكم أرضا
  ولو أنني أعطى الأراضي كلها ... على بغضكم ما كدت واللّه أن أرضى
  هذا جناس يترك خاطر أبي الفتح البستي(١) في انغلاق، وبعده الصفدي من جنانه في المنثورات الوراق.
  وقال القاضي أبو محمد المذكور: - ومن خطّه نقلت - خرجت يوما من الحمّام فاتفق لي بعض الأخوان الذين هم زينة الأيام فسألني من أين؟ فقلت: من الحمّام، وأنشدته البيتين الشهيرين اللذين أبدع قائلهما في الاختراع، وأتى بما يطرب القلوب، ويلذّ الأسماع وهما:
  ولم أدخل الحمّام من أجل لذّة ... وكيف ونار الشوق بين جوانحي
  ولكنه لم يكفني فيض مقلتي ... دخلت لأبكي من جميع جوارحي
  وكنت قد تناولت شيئا من الحناء أثره على يدي، فقال لي: فما هذا؟ يشير إلى الحناء، فقلت مرتجلا:
  وليس خضاب ما بكفّي، وإنما ... مسحت به دمع العيون السوافح
(١) هو أبو الفتح علي بن محمد البستي. كان شاعرا مجيدا وكاتبا بليغا. قال الثعالبي: (رأيته يغرف في الأدب من البحر، وكأنما يوحى إليه في النظم والنثر، مع ضربه في سائر العلوم بالسهم الفائز، وأخذه منها بالحظ الوافر). ولد سنة ٣٦٠ هـ وتوفي ببخارى سنة ٤٠٠ وقيل ٤٠١ هـ. من آثاره: شرح مختصر الجويني في فروع الفقه الشافعي وديوان شعره.
ترجمته في: يتيمة الدهر ٤/ ٣٠٢، شذرات الذهب ٣/ ١٥٩، وفيات الأعيان ٣/ ٣٧٦ - ٣٧٨، الكنى والألقاب ٢/ ٧٤، هدية العارفين ١/ ٦٨٥، أنوار الربيع ١ / هـ ٩٨.