[23] القاضي العلامة شمس الدين أبو محمد، أحمد
  واللّه ما ترك الغرام بمهجتي ... صبرا كما قالا عليه جميلا
  وقد اعترفت بأن دمعي خانني ... حتى افتضحت وما استطعت سبيلا
  ولقد سقيت خدودها بمدامعي ... كيما أرى الورد البها مطلولا
  ومن البلية ان قلته مخافة ... من فيضه لما رأته سيولا
  يا صاحبيّ وما الغرام بهيّن ... ولربما رحم الخليل خليلا
  هل تذهلاني بالمدام لعلّها ... تعطي الفؤاد عن الغرام ذهولا
  صفراء شاملة لكل مؤمّل ... ولذاك يدعوها السقاة شمولا
  تنضي السرور على الهموم لشربها ... بشعاعها ماضي الشبا مسلولا
  ما دمية المحراب إلّا لونها ... أو ما ترى لبريقها قنديلا
  وخذا من اللذات حظا حاضرا ... فأخو الحجى من يترك التأميلا
  هي فترة الأيام فاحذر بعدها ... أن تصطفي للغافلين رسولا
  إنّي خبرت الدهر خير مجرّب ... فوجدت منه على النفاق دليلا
  لولا لواذي بالآله وعبده ... قاضي القضاة لما أمنت فتيلا
  ثم خرج إلى المديح، وهي طويلة.
  ومحاسن القاضي لا تحصى.
  وفي سنة أربع عشرة ومائة وألف أرسل المهدي ولده المحسن بالعساكر إلى عيان لحرب قبائل همدان ورئيسهم ابن حبيش فصالحه المحسن فلم يطابق والده بذلك، فحبس بصنعاء أياما ثم بذمار حتى مات.
  وكان القاضي المذكور خطيبه في ذلك العسكر، فلما عاد إلى صنعاء أمر عاملها بإرساله إلى حبس عدن فحبس به شهورا، ثم صيّره قاضيا بعدن، فاستمر حتى مات بعدن في شهر المحرم سنة عشر ومائة وألف(١)، ¦، فما ترك مثله.
  * * *
  وعيان: بكسر العين المهملة وبعدها المثناة التحتية ألف ونون: قرية لهمدان قريب خيوان.
(١) في نسخة ب: «١١١٦ ه». وفي نشر العرف ١/ ٢٩٧: «١١١٤ ه».