نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[24] القاضي الكاتب المنشيء، أبو يحيى، أحمد

صفحة 310 - الجزء 1

  المنصور، ولما توفي المنصور باللّه بشهارة والدولة والشوكة بأكثر بلاد اليمن لنوّاب السلطان ابن عثمان صاحب الروم، وبينهما أعني الإمام والأروام صلح أشار القاضي بتولية ولده المؤيد لكماله في شروط الزيدية فبايعوه، وكان فيما رآه الخير، فإن الدولة الرومية انهزمت عن اليمن في أيامه بيمنه وتدبيره وعساكره وآخرهم حيدر، خرج بعد انحصاره بصنعاء مدة بما أراد من ذخائره، وسيّر المؤيد ولده علي بن المؤيد خفيرا له إلى أطراف اليمن، ولما أحسن المؤيد إلى حيدر وأراه ما لم يحتسب من الجميل والتعظيم بعد اجتهاده في حربه انقلبت عداوة حيدر للإمام ودّا، حتى أنه لما سافر إلى الشام وقد نهب الأمراء خزائنه في زبيد جاء كتابه إلى المؤيد مع رسول له يسأله إمداده ويشكو حاله، فأنفذ إليه الإمام ستة آلاف قرش وخلعا، وخلع على رسوله وأعطاه أربعمائة قرش، وخرج أيضا بعد حيدر قانصوه، وكان في زبيد، وانقطعت عساكر الروم من اليمن بعد ذلك، وكان القاضي أعزّ الناس عند المؤيد.

  وروى عنه وعن والده المنصور، وكتب رسالة من إنشائه وجهها المؤيد باللّه إلى شاه عباس الصفوي الحسيني سلطان الممالك العجمية، وهي نظم ونثر، وأوّلها بعد تحريض على الاعتضاد:

  وكيف وفيكم للآله حبالة ... وما لحبال اللّه في الخلق قاصم

  وفيكم دلالات لقوم يذكروا ... وعلمكم للعالمين مراهم

  وعمّا قليل يظهر اللّه مرشدا ... تزول به في العالمين المظالم

  يعني المنتظر #، وهي طويلة.

  ثم توفي المؤيد باللّه وقد صفى له اليمن كله، وما بقي من الروم أحد، وفي أكثر ما دار بينهم من الوقائع لا يخلو القاضي عن شعر يهنئ به، فأشار بتولية أبي طالب أحمد بن المنصور، بايعه الأعيان بشهارة وما يليها، ثم لم يقع اتفاق على أمره وحصلت حروبا وبويع المتوكل إسماعيل بن المنصور فخدمه القاضي أيضا وكتب له وعمّ به النفع لوفور دينه وحسن سعايته.

  وسمعت أن المتوكل كان واجدا عليه في الباطن لمبايعة أخيه أبي طالب، ولا يبعد ذلك، وكان زاهدا مع تمكّنه في الدولة، قانعا باليسير، وعليه قرأ والدي ¦، وبه تخرّج، ولقد رأيت بخطّه عدّة ما قرأ عليه من فنون العلم، وقد ذكر أسماءها، ولو ذكرتها هنا لطال الكلام، وله منه الإجازات العامة.