نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[24] القاضي الكاتب المنشيء، أبو يحيى، أحمد

صفحة 313 - الجزء 1

  تذاكروا إعراب سراويل وما فيه، فدخل إليهم نحوي آخر، فقالوا له: ما عندك في سراويل؟ فقال: مثل ذراع البكر، وقدر ساق المليح.

  وسئل بعض حذّاق الصوفية وهو على المنبر يعظ عن مسألة دقيقة في المواريث فقال بسرعة: أنا أتكلم على قوم إذا ماتوا لم يخلفوا دينارا ولا درهما، فبكى الحاضرون ونهروا السائل، وتخلّص الصوفي.

  وما أحسن قول القاضي زين الدين بن الوردي⁣(⁣١) بقوله:

  وشادن يسألني ما المبتدأ والخبر ... بيّنهما لي مسرعا، فقلت: أنت القمر

  وقول أبي عبد اللّه بن الحجّاج⁣(⁣٢) على عادته في الهزل:

  ورقيع أراد أن يعرف النح ... وبزيّ العيّار لا المستفتي

  قال: لست تعرف النحو مثلي ... قلت: سلني عنه أجب في الوقت

  قال: ما المبتدأ وما الخبر المجرور أجبني، فقلت: ذقنك في أستي

  * * *

  رجع، وكان القاضي يحفظ الأخبار والتأريخ وسير الملوك وأهل البيت، ويعرف اللغة، وكتب بخطّه عدة كتب وهي في غاية الضبط، وكان مطبوعا في علم الصرف.

  سمعت القاضي شمس الدين أحمد بن ناصر - المذكور قبله⁣(⁣٣) - يحكي أن القاضي أبا يحيى المذكور كان من عادته ألّا يبيت ليلة إلّا وقد كتب ورقتين في أي كتاب يحصله.

  وكانت ولادته في ثاني شهر شعبان سنة سبع وألف، بعد دعوة الإمام المنصور باللّه القاسم بن محمد بسنة، لأنه ظهر سنة ست.

  وتوفي القاضي يوم الثلاثاء السادس عشر من المحرم سنة تسع وسبعين، وعمره إحدى وسبعون سنة وخمسة عشر يوما بشهارة، ودفن في صحن جامعها


(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٥٦.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.