نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[25] المؤيد بالله، أبو الحسين، أحمد بن

صفحة 315 - الجزء 1

  نفسه، وكان من النسّاك العلماء الكبار العاملين، فاضلا ينظم الشعر المليح.

  ولبث ببغداد زمانا في أيام معزّ الدولة وبحضرة الصاحب بن عباد، وكان الصاحب يعرف حقّه ويعظم فضائله.

  سافر إلى بلاد الديلم فأجابوا دعوته وأقام بها إماما عشرين سنة، وتوفى سنة إحدى عشر وأربعمائة في أيام القائم بأمر اللّه العباسي، وكان يلبس الصوف تزهّدا وصلاحا، وله في الصاحب أبي القاسم⁣(⁣١) يمدحه:

  سقى عهدها صوب من المزن هاطل ... تحيى به تلك الربى والمنازل

  منازل نجم الوصل فيهن طالع ... يضيء ونجم الهجر فيهن آفل

  رياض حكى أبراد صنعا وشيعها ... غداة حباها الوشي طلّ ووابل

  وكل سحاب شوّق الأرض قربه ... كأن التماع البرق فيه مشاعل

  سحبنا ذيول الوشي في عرصاتها ... وعزّ لنا فيها غزال مغازل

  وطالت لنا الأيام إذ سمحت لنا ... بما سمحت والدهر عنهن غافل

  وكان شبابي عاذلا لعواذلي ... وليس لها في أن تعاقب طايل

  نعمنا بها لم نعرف البؤس والأذى ... ولا الهجر منتاب ولا الوصل راحل

  ومن مديحها:

  لأغنيت حتى ليس في الأرض معدم ... وأعطيت حتى ليس في الأرض سائل

  وقد نقم بعض الثقلاء عليه في هذا البيت، وقال أنه مدح مخلوقا بما هو من صفات الرب تعالى، وليس عليه في ذلك انتقاد أصلا.

  وما أحسن قوله فيها:

  فكم لك في أبناء أحمد من يد ... لها معلم يوم القيامة ماثل

  إليك عميد المجد سارت ركابهم ... وليس لهم إلّا علاك رسائل

  وأعطيتهم حتى لقد سئموا اللهى ... وعاد من العذال من هو سائل

  وأسعدتهم والسعد لولاك واجم ... وأعززتهم والذل لولاك شامل

  فكل زمان لم تزيّنه عاطل ... وكل مديح غير مدحك باطل


(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٩.