[25] المؤيد بالله، أبو الحسين، أحمد بن
  ومن شعره:
  تهذّب أخلاق الرجال حوادث ... كما أن عين السبك يخلصه السبك
  وما أنا بالواني إذا الدهر أمّني ... ومن ذا من الأيام ويحك ينفكّ
  ومنها:
  ليعلم هذا الدّهر في كل حالة ... بأني فتى المضمار أصبح يحتكّ
  نهاني آباء كرام أعزّة ... مراتبها أنّى يحيط بها الدرك
  فلا برقهم يا صاح إن شئت خلّب ... ولا رفدهم وكس ولا وعدهم إفك
  وله يجيب الشريف أحمد بن محمد العباسي المعروف بابن سكرة(١) عن قوله:
  إن الخلافة مذ كانت ومذ بدأت ... معقودة بفتى من آل عباس
  إذا انقضى عمر هذا قام ذا خلفا ... ما لاحت الشمس وامتدت على الرأس
  فقل لمن يرتجيها غيرهم سفها ... لو شئت روّحت كرب الظن بالياس
  فقال أبو الحسين المذكور يجيبه:
  قل لابن سكرة يا نغل عباس ... أضحت خلافتكم منكوسة الرأس
  أما المطيع فلا تخشى غوائله ... يعيش ما عاش في ذلّ وإتعاس
  فالحمد للّه ربي لا شريك له ... خصّ ابن داعي بتاج العزّ في الناس
  وكان قد أجاب ابن سكرة أيضا أبو عبد اللّه بن الحجّاج بقصيدة هزلية، وأبو فراس بقصيدة ميمية.
  وكان ابن سكرة محسنا ظريفا، وله البيتان المشهوران فيما يعدّ للشتاء وهما:
  جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا
  كن وكيس وكانون وكأس طلا ... مع الكباب وكس ناعم وكسا
  ما ألطف التماس المشاعر ما يلقى به البرد بقوله:
  جاء الشتاء وما عندي لقرته ... إلّا ارتعاشي وتصفيفي بأسناني
(١) المعروف أن ابن سكرة هو محمد بن عبد اللّه بن محمد العباسي، وقد مرّت ترجمته بهامش سابق، ولست أدري هل هناك ابن سكرة آخر بهذا الاسم؟.