نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[26] الفقيه، أحمد بن محمد الحجازي الأصل،

صفحة 319 - الجزء 1

  أقول: تشبيه الهلال بالمشط العاج الغائص في آخر الفرع مما يحار الفكر له، ويكلّ اللسان عن أوصاف محاسنه النظائرية التي ما لها نظير، ويرتد الطرف الناظر إلى المشط في الذوائب من قوّة التشبيه وهو حسير، وهو معنى لم يسبق إليه ولم يزد غيره عليه، وقد شبهه الشعراء بقلامة الظفر، وزورقي الفضة المثقل، وبالمنجل وبالشعيرة الفضة، والحاجب الشائب، وخط النون، ونعل الفرس الفضة المنكسر.

  وذكر الشيخ جمال الدين بن نباتة⁣(⁣١) في قصيدته الرائية التي مدح بها المؤيد صاحب حماه التي أولها:

  يا ساحر الطرف قلبي منك مسحور ... وكاسر الجفن قلبي منك مكسور⁣(⁣٢)

  أكثر ما شبّه به الهلال، ولم يسبق الينبعي إلى التشبيه المذكور سابق، والحال كما قال ابن نباتة منها:

  بعض الورى شاعر فاسمع مدائحه ... وبعضهم مثل ما قد قيل شعرور⁣(⁣٣)

  وأما تشبيه زورق الفضة فقول ابن المعتز باللّه:

  فانظر إليه كزورق من فضّة ... قد أثقلته حمولة من عنبر

  وشبهه بقلامة الظفر بقوله في قصيدته الرائية المليحة المشهورة:

  ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا ... مثل القلامة قد قدّت من الظفر

  وأخذه من قول الشاعر:

  كان ابن مزنتها جانحا ... قشيط لدى الأفق من خنصر

  والقشيط قلامة الظفر، والعرب تسمي الهلال ابن مزنتها، والإضافة إلى السماء.

  وقال ابن المعتز أيضا في تشبيهه بشعيرة الفضّة:

  أهلا وسهلا بالهلا ... ل بدا لعين المبصر


(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) هذا البيت أول القصيدة، وهي كاملة في ديوان ابن نباته المصري ١٨٤ - ١٨٥.

(٣) هذا البيت آخر القصيدة المذكورة سابقا.