[26] الفقيه، أحمد بن محمد الحجازي الأصل،
  أو ما تراه يلوح في ... جوّ السماء الأخضر
  كشعيرة من فضّة ... قد ركبت في خنجر
  وقال أيضا في تشبيهه بالمنجل:
  قوموا إلى لذّاتكم يا نيام ... ونبّهوا العود وصفو المدام
  هذا هلال الفطر قد جاءنا ... كمنجل يحصد شهر الصيام
  وقال أيضا في تشبيهه وقت مقارنته للثريا بالشره يفتح فاه لأكل العنقود وفيه تشبيه شيئين بشيئين:
  قد انقضت دولة الصيام وقد ... بشر سقم الهلال بالعيد
  وانظر إليه كفاغر شره ... يفتح فاه لأكل عنقود
  وشبهوه بالسوار والخلخال والشفه وسطح الكاس. وما أحسن قول ابن صارة الشيرين المغربي:
  أثنى ليالي الدهر عندي ليلة ... لم أخل فيها الكأس من أعمال
  فرقت فيها بين جفني والكرى ... وجمعت بين القرط والخلخال
  وقلت أنا: في مقارنته لها في آخر شهر رمضان، وضمنت عجز الأخير من قول ابن صارة مع نقل المعنى والتشبيه المضمر:
  حادي هلال الصوم آخر شهره ... قرط الثريا وهو مثل خلال
  والشهر قال دنا الفراق فلم أطق ... وجمعت بين القرط والخلخال
  * * *
  وذكر أبو الفرج الأصبهاني في أخبار عريب(١) جارية المأمون: إنها زارت يوما محمد بن حامد وكانت تهواه فجعل يعاتبها ويطول عليها فقالت له: يا جاهل خذ بنا فيما نحن فيه، واجعل سراويلي مخنقي(٢)، والصق خلخالي بقرطي، فإذا كان هذا فاكتب إليّ بعتابك في طومار(٣)، اكتب إليك بعذري في ثلاثة، فقد قال الشاعر:
(١) مرّت ترجمتها بهامش سابق، وفي الأغاني أفرد لها «أخبار عزيب» ٢١/ ٦١ - ١٠٣.
(٢) المخنقة: القلادة، والطلب واضح فلا حاجة إلى تفسيره.
(٣) الطومار: الصحيفة، وجمعها طوامير.