[26] الفقيه، أحمد بن محمد الحجازي الأصل،
  ممنّع بسهام الترك يرسلها ... عن حاجب بسيوف الهند محجوب
  بديع منطقه يعني البديع وكم ... معنى فتّن به الغيد الرعابيب
  فيا خليليّ عوجا بي منازلة ... فلي فؤاد بنار الحبّ مشبوب
  وعرّجا بي على أطلاله فعسى ... يفيق قلب عن السلوان مقلوب
  حيث الجآذر والآرام راتعة ... حمت مراتعها الصمّ الأنابيب
  وحيث مضرب ذات الخال يمنعه ... أبناء حرب لها الخطيّ صاحيب
  وخبراني عن العيس التي ذهبت ... بمن أحبّ وأقصتها الأعاريب
  أبعد رحلتها وخد تواصله ... أم بعد رحلتها رجع وتأويب
  لم يبق لي بعد ما أدلجن عن طلل ... فيه مرام ولا في عيشتي طيب
  ليس الوقوف على الأطلال يجمل بي ... بعد القطين ولا التعريس محبوب
  أقوت فأقوى اصطباري بعدها ونأت ... فيا وجدي وللأشياء تسبيب
  لم يحل لي بعد تشبيبي بذكرهم ... شيء تضمّن شعرا فيه تشبيب
  ولا مديح سوى مدح الخليفة من ... قصرن دون أياديه الشآبيب
  ومنها:
  من معشر فوق هام النجم مدحهم ... يرى فمنه ضياء الشمس مكسوب
  قوم إذا نزل العاني بساحتهم ... وافاه شبّانهم والبشر والشيب
  ليث أباد العدا في كل معركة ... وشيجه بدم الأعداء مخضوب
  صيارم ينطر الهيجاء مسكنه ... لا غيرها فلهم في الحرب تطنيب
  فطرف كل مليك منه في أرق ... وقلب كل شجاع منه مرعوب
  أخلاقه عظمت شأنا كخلقته ... ما شابها قط تعبيس وتقطيب
  ما دونه حاجب عن قصد زائره ... وليس في زور منه الحواجيب
  ولا برحت وعين اللّه ناظرة ... فينا مطاع ومن ناواك مغلوب
  وهي أطول مما أوردت، وشعره من هذا النمط الحسن.
  وتوفي بصنعاء سنة خمس وتسعين وألف تقريبا، ¦.
  وهو منسوب إلى ينبع، بلد مشهورة بالحجاز، وكان بها بعض صدقات أمير المؤمنين علي ~، وكان والده محمد في نهاية الغفلة، وله نوادر.